عام
الشيشان في سورية
الشيشان في سورية
الشيشان في قرية السفح- الجزيرة السورية 1913م
الشيشان والشركس من مسلمي القوقاز، هاجروا مواطنهم الأصلية بعد الغزو الروسي لديارهم في القرن الثامن عشر، حيث أجبرهم التقدم الروسي في آسيا بعد أكثر من قرن ونصف من المقاومة الشرسة زمن بطرس الأكبر إلى الهجرة عام 1861 باتجاه الإمبراطورية العثمانية بعشرات الآلاف. وتم اسكان قسم منهم من قبل العثمانيين على الحافة الغربية من الصحراء السورية، لمنع اعتداءات القبائل.
شرع الشيشان ببناء مستوطنة لهم في رأس العين على أنقاض المدينة القديمة التي كانت خرابة لعدة قرون، وبنوا قرى أخرى في المحيط وسموها باسماء أولئك الذين لقوا حتفهم في القوقاز، وقام الشيشان بزراعة اراضي في محيط رأس العين وتواجدوا في تل الرمان والقارة والسفح، وتميزوا بزي خاص بهم يمكن ملاحظته حتى النصف الأول من القرن العشرين، وكانت العربات الخشبية التي تجرها الثيران من المظاهر التي أدخلوها آنذاك للمنطقة ، وامتازوا بالشجاعة والاستقلالية. وعلى الرغم من أن الشيشان بدأوا بالزراعة على ضفاف الخابور منذ قدومهم، إلا أن غزوات العشائر المحيطة لم تسمح لهم بالاستقرار الزراعي كما يريديون، كما أن انتشار الأمراض وهجرة قسم منهم إلا الرقة ودير الزور ساهم في انخفاض أعدادهم. أضف إلى ذلك أن أعداداً كبيرة منهم لم تستطع تحمل المناخ وهجمات البدو فعاد البعض إلى موطنه في القوقاز وبعضهم ذهب باتجاهات أخرى. وتشير التقارير البريطانية في فترة مابين الحربين إلى أن الشيشان كانوا يمتلكون آنذاك قرابة 10 آلاف رأس من الأغنام، ونحو 500 من الخيول، وينتجون نحو 300 طن من الحبوب سنوياً.
اشترك الشيشان منذ بدء وجودهم في صراع دوري مع حلف الملية (الكردي- العربي)، وفي فصل الشتاء مع عشائر البقارة العربية على الرعي في جبل عبد العزيز، كما اتسمت علاقتهم مع الجبور بالعدائية أيضاً.
(1) مهند الكاطع، 17 كانون الثاني 2018م.