سلايدشهادات ومذكرات
من مذكرات صبحي العمري: دخول القوات الفرنسية حلب 1920
من مذكرات صبحي العمري: دخول القوات الفرنسية حلب 1920
حدثني عما وقع في حلب مساعد لواء الفتح، وهو الملازم الأول شمس الدين علي (وفيما بعد الزعيم قائد المخابرات العسكرية في الجيش العراقي).
ولواء الفتح هذا هو من الهجانة والذي قاتل الجيش التركي في حوران. واشترك في هزيمته فدخل دمشق في أعقابه ثم قام بمطاردته حتى وقوع الهدنة في شمال حلب.
وبعد الهدنة تحول إلى لواء خيالة وسمي بلواء الفتح وكان قائده العقيد تحسين علي (وزير دفاع في الحكومة العراقية فيما بعد)، وكان معاونه الرائد الركن بكر صدقي (الفريق قائد الفرقة ثم وزير الدفاع، وهو صاحب الانقلاب العسكري الأول في العراق عام 1936م.
يقول محدثي أنه عندما وصلت أوامر تسريح الجيش وجرى التسريح تلكأ قائد اللواء بذلك ولم ينفذ الأمر.
ولما صدر أمر الغائه والتهيؤ للحرب كان أمر التسريح في قطعات الفرقة قد نفذ، ولم يبق سوى هذا اللواء، وبطارية المدفعية الملحقة به قبل أمر التسريح.
وكان اللواء معسكراً خارج المدينة، واتصل قائده برؤساء عشائر البدو التي كانت تتجمع وبدأ بتهيئة الخطة الدفاعية تجاه القطعات الفرنسية التي كانت تتقدم نحو حلب.
في هذا الوقت الذي لم يبق فيه قطعة من وحدات الفرقة النظامية سالماً قام العملاء الخونة الذين باعوا أنفسهم إلى الأعداء بما عهد إليهم فنشطوا في إذاعة البلبلة وروح الهزيمة بين الضباط والجنود، وأشاعوا أن قائد اللواء ومعاونه وباقي الضباط العراقيين لا يهمهم أمر سورية، وأنهم سيسببون بقتالهم الفرنسيين الضرر للبلاد التي لا يهمهم أمرها وينسحبون إلى بلادهم.
وفعلت هذه الدعاية فعلتها في ضعاف النفوس فخارت عزائمهم وبدأوا بمغادرة المعسكر حتى وصل الأمر ببعض الضباط من هؤلاء أن أعلن رأيه وتمرده، وذكر لي محدثي أسماء اثنين منهم قائد سرية الرشاش سعد الله الذي كان معاوني قبل أن انتقل إلى دمشق، وهو الضابط الذي اعترف لي بخيانته بعد سنوات كما مر، والضابط الثاني اسمه الملازم ملك.
وهكذا بقي الضباط العراقيون وحدهم في اللواء فاصطحبوا عائلاتهم وتوجههوا إلى دير الزور ومنها الى الموصل فبغداد، وتفرقت العشائر ودخل الجيش الفرنسي حلب بلا قتال[1].
[1] العمري (صبحي)، ميسلون نهاية عهد، دار رياض الرئيس، لندن، الطبعة الأولى1991، صـ 192