الدكتور رزق الله انطاكي ( 1908-1968 )
ولد عام 1908 في حلب.
– مؤسس الاسرة هو الحاج الياس بن داوود السكاكيني الشهير بالانطاكي. لذا اصبح لقب (انطاكي) هو الكنية بعد طي اللقب الأصلي السكاكيني والمنسوب الى العمل بصناعة السكاكين التي كان يمتهنها مؤسس الأسرة.
كانت أسرة من العائلات الحلبية الأرثوذكسية الشهيرة وكانت ميسورة الأحوال، وقد شغل دوماً افراد منها خدمة في المجلس الملي وفي الجمعيات والأخويات الأرثوذكسية الحلبية كما تفيد سيرة العائلة، والوثائق البطريركية لأبرشية حلب، وبالتالي كانت ممارسة لطقوسها الايمانية كنسياً، لذا ارسلت ابنها لطف الله (والد علمنا) الى رسيا وكان في العمر المحدد لدراسة اللاهوت في معاهدها اللاهوتية الشهيرة، حيث التحق اولاً في سيمنار مدينة زاروهم ثم في سيمنار كييف. ويقال وفق مرويات العائلة ان جوزف دوغاتشيفيلي ستالين كان يتعلم معه في نفس المعهد اللاهوتي. ولكن لطف الله لم يكمل تعليمه اللاهوتي، وعاد الى حلب ليعمل مع والده في التجارة والأعمال الحرة.
– لطف الله انطاكي كان يتقن خمسة لغات : العربية، التركية، اليونانية، الروسية و الفرنسية. وتزوج من السيدة اميلي هلال وانجبا على التتابع اولادهما رزق الله، فلاديمير، جورج، اريستيد.
ثم انتقلت العائلة من حلب الى دمشق في عام 1925 للاقامة فيها.
تعلم رزق الله في مدرسة الفريرماريست بدمشق وهي من المدارس المهمة على صعيد التعليم الخاص في دمشق. ثم درس الحقوق في دمشق وحاز اجازتها، ثم تابع دراسته العليا في الحقوق، وحصل على دكتوراه دولة في الحقوق التجارية من جامعة السوربون بباريس عام 1938.
تزوج بالسيدة مريم المعلم وهي من اسرة المعلم الكاثوليكية من معلولا ورُزق منها بخمسة اولاد هم إميلي، كريم، غسان، رشدي وسيرين .
إبان عودته من باريس ، شغل منصب أستاذ الحقوق التجارية في جامعة دمشق بالاضافة الى ممارسة المحاماة.
عكف على قراءة القراًن الكريم، وتمكن منه لكي يتمكن من اللغة العربية الصحيحة في تآليفه وترجماته.
العمل السياسي
اشترك مع رشدي الكيخيا و معروف الدواليبي بتاسيس حزب الشعب في حلب.
في ٧ تموز ١٩٤٧ فاز بأول انتخابات نيابية عن حزب الشعب.
سُجن مرتين مع غيره من الحزبيين ايام انقلاب كل من حسني الزعيم ثم أديب الشيشكلي .
سمي وزيراً للمالية في حكومة فارس الخوري الرابعة في التاسع والعشرين من تشرين الأول عام 1954 واستمرت حتى الثالث عشر من شباط عام 1955م.
عرض عليه الملك السعودي عبد العزيزبن سعود ان يصبح المستشار الخاص للمملكة فاعتذر بقوله للملك معللاً اعتذاره بالقول:” لأن سورية بحاجة لي” وكان جواب الملك باعجاب: “حياك الله “.
في عام 1958 وفي عهد الوحدة بين سورية ومصر، عًيِّن خبيراً اقتصادياً في لجنة توحيد القوانين.
كلًفته الرئاسة المصرية بمهمة الدفاع الشخصي عن شقيق الرئيس جمال عبد الناصرالليثي عبد الناصر المتهم بتهريب أقمشة بين سورية ومصر.
شغل عضوية المجلس الملي البطريركي الأرثوذكسي في عهد البطريرك الكسندروس الثالث (طحان) اضافة الى انه كان محامياً لهذا المجلس المًلي الأرثوذوكسي.
كان يؤمن كغيره من رجالات سورية وقتها ان ” الدين لله الوطن للجميع”
كان هو الرجل الصلب في مواقفه والمحامي النزيه الذي وفي كل ادواره العملية في تعاطيه لمهنة المحاماة، رفض الخضوع لأي ضغوط من ارباب السلطة او المتنفذين لتغيير ثوابته، وبالتالي رفضاً قاطعاً ان يدرس اي من أولاده الثلاثة الحقوق بعد قيام ثورة ٨ آذار 1963 لقناعته بأن القضاء “فقد نزاهته” (نتيجة تجربة شخصية مهنية آنذاك وفقاً لشهادة ولده ومرويات العائلة ).
كنتيجة طبيعية لشفافيته، ومناقبيته كأستاذ جامعي، لم يخضع ابداً بالتالي لا للابتزاز، ولا للرشوة، ولا للتهديد على حساب مبادئه، فكما كانت ثوابته في المحاماة مستقرة ان المظلوم يجب ان يأخذ حقه من العدالة، و كذلك في تدريس الحقوق فإن الطالب الجامعي الكفوء يستحق النجاح… لذا كان صارماً في تدريسه ومعروف عنه هذه الصفة في كلية الحقوق وقد استمرت مترافقة مع اسمه كلما ذكر والى الآن، ويتندر الطلاب بقصة الطالب والتعسف في استعمال الحق، التي اوردها ادناه.
له العديد من المؤلفات الحقوقية في القانون التجاري، وفي قانون اصول المحاكمات…
شارك في العديد من من المؤتمرات البرلمانية العربية والدولية، وقد صار من اعلام الحقوق التجارية على مستوى العالم.
الاوسمة التي نالها:
– وسام الاستحقاق من الجمهورية العربية المتحدة
– وسام جوقة الشرف البلجيكي من الملك Bodoin ملك بلجيكا
– وسام الفارس من الرئيس الفرنسي ديغول
– وسام الاستحقاق الايراني من شاه ايران
– الوسام الملكي السعودي .
وفاته : بقي يمارس مهنة المحاماة والتدريس في جامعة دمشق الى حين وفاته
توفي في دمشق في الثامن والعشرين من تشرين الثاني 1968.
(1) باسل عمر حريري – الموسوعة التاريخية لأعلام حلب