سلايد
حي سوق ساروجة
حي سوق ساروجة
يعد سوق ساروجة من الأحياء الأثرية القديمة الغنية بأوابدها التاريخية بدأً من العصر السلجوقي ومن ثم العصر الأيوبي فالعصر المملوكي فالعصر العثماني نهاية بالعصر الحديث .
ويعتبر هذا الحي العريق والغني بمساجده ومدارسه ومقاماته وزواياه الصوفية وبيوته الشامية العتيقة وحماماته ومقاهيه الشعبية بمثابة رحلة عمر لحضارة إنسانية عريقة إمتدت على مدى عصور التاريخ الطويلة .
الموقع:
يعتبر سوق ساروجة أول حي انشأ في دمشق خارج أسوار المدينة القديمة و موازيا لسور دمشق الشمالي ويمتد الحي غرباً من بوابة طريق الصالحية إلى مسجد الأقصاب وحكر السرايا بحي العمارة شرقاً.
التسمية:
أصل التسمية “سويقة صاروجا” ومعنى كمصطلح عمراني: تجمع سكني صغير مستقل ذو بوابة أحياناً، وبه مسجد أو جامع وسوق صغيرة، “ومنها أتت تسمية السويقة بصيغة التصغير” وحمام وفرن، وجميع المستلزمات الحياتية للتجمع المدني.
منذ نشوء الحي في أواسط القرن الثامن الهجري حمل اسم مؤسسيه الأمير صاروجا كما هو معروف، وتحول الأسم لاحقاً إلى “ساروجة” أو “سوق ساروجة” بدلاً من سويقة صاروجا، وكان الشائع كتابتها في دوائر الطابو القديمة :سوقساروجة.
والأسم مشتق من التركية Sari صارى “ويلفظ حرف العلة الأخير بحركة مماتة بين الضم والسكون”، أي أصفر اللون أو لون الصفرة، تليها لاحقة ca “جا، جه” التركية التي تفيد الصفة، فيكون معنى صاروجا بذلك: من شابت شعره صُفرة أو شقرة، والفصحى” الأصهب أو صهيب.
ويعتقد البعض أو يتواتر على ألسنة أبناء الحي أن “ساروجة” ما هو إلا ولي من العارفين، والذي يدعى “الشيخ ساروجة”.
حي ساروجة في عهد السلاجقة:
عرفت محلة ساروجة في عهد السلاجقة على أنها أحد الأرياض المتاخمة للمدينة، ولم يكن بها أي عمران يذكر، باستثناء بعض المنشآت الخاصة صمن البساتين غير المعمورة.
وأقدم الآثار المعروفة في تلك الفترة بضعة ترب بدأت تظهر في عهود الأتابكة وهم قواد جيوش السلاجقة. مثل تربة الأتابك معين الدين أنر المتوفى سنة 544 هـ، والتربة النجمية التي تضم قبور بعض الأمراء الأيوبيين الأوائل.
في العهد الأيوبي:
ازدهرت محلة ساروجا في العهد الأيوبي بقيام المدرسة الشامية البارنية، وتعتبر هذه المرحلة نقطة البداية في ازدياد أهمية المحلة، وذلك لضخامة المدرسة آنذاك وتأثيرها الكبير في الحياة العلمية بدمشق، وصار جوار المدرسة الشامية البرانية مفضلاً لدى الأمراء الأيوبيين لإشادة تربهم الخاصة.
في عهد المماليك:
نشطت حركة العمران بشكل كبير في عهد المماليك، ولاسيما في عهد النائب تنكز. لأنها كانت مخصصة باسكان الجند المماليك بحسب رأى الباحث الفرنسي سوفاجيه.
وإلى جانب ذلك قامت في الحي مجتمعات مدنية أيضاً في العهد الملوكي، ودليل ذلك هو العدد غير القليل من المنشآت المدنية التي أقيمت في الضاحية وبخاصة في القرن التاسع الهجري.
خانات حي ساروحة:
تبدأ خانات حي ساروجة في السجل المدني بكلمة “ساروجة” كخانة “الديمجية” وتسمى الخانة إدارياً “ساروجة ديمجية” وتصل خانات “حي الساروجة الكبير” إلى سعين خانة، منها: “العقيبة والسمانة، طاحون، ستي زيتونة، شماعين، مناخ، داقور، بقارة، عين باشا، ساروجة نوفرة”.
أشهر الأبنية في الحي:
من أشهر الأبنية الأثرية الموجودة في ساروجة، هي:
المدرسة الشامية البرانية
مسجد الورد
حمام الورد
حمام الجوزة
حمام القرماني
بيت العابد
بيت العظم
بيت اليوسف
بيت الايبش
ويضم سوق ساروجة عدداً كبيراً من المحال والحارات والأزقة والدخلات.
انظر:
حارة الصدرانية في حي ساروجة بدمشق عام 1953
المراجع والهوامش:
(1). الأرمشي (عماد)، موسوعة دمشق الشام
(2). الايبش (أحمد)، الشهابي (قتيبة)، معالم دمشق التاريخية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق عام 1996م، صـ 313
(3). الايبش (أحمد)، الشهابي (قتيبة)، معالم دمشق التاريخية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق عام 1996م، صـ 314
المراجع والهوامش:
(1). الأرمشي (عماد)، موسوعة دمشق الشام
(2). الايبش (أحمد)، الشهابي (قتيبة)، معالم دمشق التاريخية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق عام 1996م، صـ 313
(3). الايبش (أحمد)، الشهابي (قتيبة)، معالم دمشق التاريخية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق عام 1996م، صـ 314