مقالاتموضوعات مختارة
رشيد طليع… والي حلب الذي ترأس أول حكومة أردنية
شمس الدين العجلاني – التاريخ السوري المعاصر
التوثيق، التاريخ، الوطن، حقيقة حية خالدة فمنذ الأزل كانت الأبجدية، وكانت الكتابة وكان التاريخ فكانت الصورة المرسومة والهياكل المنحوتة والوثيقة المطبوعة تعبيراً عن المجتمعات والمؤسسات والتكوين الإنساني وكانت سورية والساحل السوري أول من اخترع الأبجدية ( اوغاريت ) وسافرت عبر حضارة الفينيقيين والكنعانيين إلى العالم اجمع تنبئ بحضارة وتدون حياة أمم وشعوب ونشاط بشري في السلم والحرب والبناء في الفنون والآداب وفي بناء الأوطان ، نعود لنقول التوثيق ذاكرة الوطن والامة التي لا تعرف ماضيها لا يمكن لها أن تبني مستقبلها وسورية بحدودها الطبيعية هي مهد الحضارات وتاريخ الأمم والشعوب ودمشق عاصمتها العريقة هي : ( اقدم مدينة مأهولة على وجه الأرض )
وحفاظا على التاريخ الذي كتبه رجالات سورية بماء الذهب وليحفظ أبناء اليوم بطولات رجال الأمس أعيد قراءة تاريخ رجل من رجالات سورية علنا نعطي هذا الرجل ولو شيئا بسيطا من حقه على هذا الوطن الذي رواه بدمه
من هو رشيد طليع :
ولد رشيد بن علي بن حسن طليع في بلدة ( جديدة الشوف ) في جبل لبنان عام 1876 تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الدادوية في قرية ( عبية) أتم تحصيله الثانوي في بيروت و أنهى دراسته في الجامعة العثمانية في الأستانة عام 19 متخصصا في الإدارة الحكومية بدرجة امتياز
عمل في وظائف متعددة وذات مسؤولية في أنحاء مختلفة في سورية ولبنان والأردن :
ففي عام 1914 كان نائبا عن حوران في مجلس المبعوثان وعندما دخل الأمير فيصل دمشق ( 1918 ) كان يشغل وظيفة متصرف اللاذقية
جاء إلى دمشق بطلب من الأمير فيصل فعمل في أول الأمر متصرفا لحماه وحاكما عسكريا لها، ثم أصبح مديرا للداخلية في حكومة المديرين التي ألفها فيصل في دمشق ( 4 أب 1919) , وبعد ذلك أصبح واليا على حلب شمال سورية وبعدما سقطت الحكومة العربية في دمشق لجأ القسم الأكبر من رجال حزب الاستقلال إلى الأردن ولكن رشيد طليع ذهب إلى جبل العرب يدعو للأمير عبد الله بن الحسين وبقي في الجبل حتى 27/3/1921 حين استدعاه الأمير للقدوم إلى الأردن واصطحبه معه إلى القدس لمقابلة وزير المستعمرات تشر شل لبحث مستقبل الأمارة الأردنية .
في 11 نيسان 1921 ترأس أول حكومة في الأمارة الفتية ( الأردن) بعدما أصبح رئيساً لحزب الاستقلال و بدأت المصادمات بينه وبين الإنكليز الذين حاولوا الضغط على الحكومة من خلال مماطلة حكومة فلسطين بدفع حصة شرق الأردن من عائدات الجمارك وكانت صلابته وتمسكه باستقلال التحرك في سياسته سببا لزيادة الصدام مع الإنكليز لذلك آثر تقديم استقالته بتاريخ 23/6/1921 ثم أعاد تأليف الحكومة الأردنية ثانية بتاريخ 5/7/1921 وعاد الصدام مجددا مع الإنكليز وكان أقواها ما يتعلق بصلاحيات فريدرك بيك باشا الذي تولى قيادة الجيش العربي وحتى لا يفقد علاقته مع أمير البلاد آنذاك آثر الابتعاد نهائياً عن الحكم مقدما استقالته وغادر عمان إلى فلسطين حيث لعب دوراً رئيساً في اللجنة المركزية لإغاثة منكوبي سورية برئاسة الحاج أمين الحسيني ثم انتقل إلى القاهرة ومنها إلى جبل العرب للمشاركة في الثورة السورية ضد المستعمر الفرنسي
استشهاد رشيد طليع :
خاض الشهيد طليع العديد من المعارك ضد المستعمر الفرنسي وكانت آخر المعارك التي خاضها معركة الشبكي في جبل العرب عام 1926 والتي كان يقودها آنذاك قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش ومن جانب المستعمر كانت القيادة للجنرال اندريا وخاض الشهيد طليع مع الثوار السوريين معركة ضارية ضد المستعمر استمرت المعركة عده ساعات كبد خلالها الثوار المستعمر الفرنسي العديد من الخسائر في الجنود والمعدات مما اضطره للانسحاب من ساحة المعركة وعلى اثر هذه المعركة أصيب رشيد طليع إصابة بالغة توفي على أثرها في آخر شهر أيلول من عام 1926
وقد اقامت قرية الشبكي التي شهدت نضال رشيد طليع وارتوت بدمائه نصبا تذكاريا شاهداً على بطولتة وتضحيتة
هذا هو رشيد طليع اللبناني المولد ورئيس أول حكومة أردنية والذي استشهد في محافظة السويداء لأنه كان يؤمن أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج هو وطنه ويستحق ضريبة الدم من أبنائه للدفاع عنه وعن كرامته أنه رجل من رجالات بلدي عاش مناضلاً ومات شهيداً
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات