سلايد
مدرسة ميسلون اﻹبتدائية في حلب
م. عبد الرحمن الجاسر– التاريخ السوري المعاصر
مدرسة ميسلون اﻹبتدائية وأجمل الذكريات
دخلت مدرسة ميسلون في العام 1957 للصف اﻷول ، وكانت حديثة العهد والبناء ، تنقسم لقسمين ، اﻷيمن للبنات ، واﻷيسر للبنين ، المدير اﻷستاذ (عبد الحميد الرفاعي) ، وزوجته مديرة مدرسة البنات (رشيدة ضاشوالي) رحمهما الله ، وكان اللباس المدرسي صدرية سوداء قماش لامع يدعى ( دوز ) ، ويميز البنات عن البنين ؛ قبة بيضاء مخرمة تعلو الصدرية .
من أهم الذكريات :
* أستاذ الصف اﻷول عبد القادر داغستاني يجبرني على أستعمال اليد اليمنى ، وبعد أسبوع فشل وحرر لي يدي اليسرى التي ربطها بمنديله اﻷبيض الكبير !!
في العام 1959 خرجنا مع إدارة المدرسة لمطار النيرب ، ﻹسقبال الرئيس السوري ( شكري القوتلي ) ، والرئيس المصري ( جمال عبد الناصر) ، إبان الوحدة بين سورية ومصر ، وأذكر ذلك الموكب ، وكانا في سيارة مكشوفة يلوحان للجماهير ، ونحن نلوح بأعلام صغيرة لا نصدق أننا نرى رؤساء دول !! وموكب مهيب وحراسات وجماهير محتشدة على طرفي الطريق من المطار للمدينة .
ذات مرة وكنا نشاغب بالصف ، فجاء المدير الرفاعي رحمه الله يرافقه اﻵذن ( أبو عرابي ) اﻵذن قوي البنية كالجلاد وبيده الفلق ، وأكلنا كلنا علقة ساخنة بعصاية سنديان غليظة لا أنساها !! .
ذات يوم وكان عندنا حصة فراغ ، نزل التلاميذ للباحة يودون لعب كرة القدم ، لم يجدوا طابة ، أحدهم وهو من سكان المنطقة ، قال لحظة !! ذهب لجبانة جبل عضام وأتى بجمجمة ميت !! والعياذ بالله ، وراح اﻷولاد يلعبون بها ، وكان منظرا” مؤسفا” ومقززا” من قبل أطفال بالعاشرة من عمرهم !!
من أجمل المهرجانات الرياضية ، ذلك الحفل الذي أشتركت به ، نظمه أستاذ الرياضة ( وحيد ورد ) أطال الله بعمره وشفاه ، وكان عرضا” بل كرنفالا” يوازي ما نراه اليوم في الصين من رايات وألوان وحلقات وعصي ، وميكروفونات تصدح بموسيقى رائعة ، حضره مدير التربية بحلب عام 1960 ، ومندوب حكومي عن الجمهورية العربية المتحدة ، وجمع غفير من أساتذة ومثقفي حلب .
من أشهر المدرسين الذين أذكرهم والذين علموني :
محمد طحان – جوزيف حمصي – عبدالرحمن طراب – ناصر كيالي أستاذ ومسؤول الكشافة – طاهر الذيل – عبدالقادر داغستاني – محمد أديب كال مدير الغزالي فيما بعد – نزار ترجمان الذي أصبح مديرا” لﻷحوال المدنية بحلب – عبدالجليل دهان استلم فيما بعد مديرية التموين بحلب – مضر تاج الدين – أحمد طيبي – جلال السيد للجغرافيا – وغيرهم رحمهم الله ، وأطال الله بمن هو على قيد الحياة .
أسماء عظيمة ، وهامات كبيرة تلك التي علمتنا ، كانوا يدرسون طلابهم بإخلاص ومحبة وشرف ، لا يقبلون الهدايا ولا الدروس الخصوصية ، همهم خلق جيل مبدع وناجح ونافع للوطن …
لك حبي ومودتي يا مدرسة ميسلون …