وثائق سوريا
مذكرة ميشيل عفلق إلى حسني الزعيم 1949
مذكرة حزب البعث إلى حسني الزعيم 1949
المذكرة التي تقدم بها حزب البعث بعد أسبوع من الانقلاب في الخامس من نيسان 1949م، إلى حسني الزعيم.
إلى مقام القائد العام للجيش والقوى المسلحة.
من دواعي الاغتباط أن نراكم تسجلون في بيانكم الذي أذعتموه أمس على الشعب العربي في سورية، ما كان لهذا الشعب من التأثير الكبير في تحقيق الإنقلاب الأخير، الحق أن الجيش الذي يتألف من أبناء الشعب لم يكن إلا الأداة الأمينة المباركة التي نفذت رغبة قومية وإرادة عامة طالما أعلنها الشعب خلال السنوات الأخيرة في نضاله الجريء العنيد، وقدم في سبيلها التضحيات العديدة في مناسبات كثيرة.
إن هذه الحقيقة البارزة التي تعطى الانقلاب الأخير أقوى حجة لتبرير ما حدث، يجب أن تكون أيضاً أقوى أساس لبناء المستقبل، فالشعب العربي في سورية، وفي جميع أقطار العروبة، ولا يقنع من الانقلاب بأن يكون نهاية عهد أسود فحسب، بل يريد أن يجد فيه نقطة إنطلاق جوهرية نحو الحياة الحرة المنتجة القوية.
ومن الواضح الجلي أن ضعف العهد السابق وانهياره كانا نتيجة السياسة التي قامت على خنق حريات الشعب وتزييف إرادته وتسخير جهوده وموارد بلاده لمصلحة الحكام وطبقتهم المستثمرة الجشعة، فلا بد إذن من قلب هذه السياسة من أساسها حتى يقدر للانقلاب أن يحيا ويدوم.
ولا يكون ذلك إلا إذا اعتبر الشعب هو العنصر الأساسي الثابت في الحادث العظيم الذي تم، وإن من حقه، بل من مقتضيات المصلحة القومية، وأن يتبنى هذا الانقلاب ليحميه ويقويه ويوجهه الوجهة الصالحة.
ولكي يستطيع الشعب أن يحمي إنقلابه ويثبت دعائمه على الأسس الصحيحة المتينة، عليه أن يكون حيا في التعبير عن إرادته ورغباته، وأن يشارك عملياً في رسم منهاج العهد الجديد وتطبيقه، عندئذ يجد الشعب بقاء العهد الجديد مرتبطاً ببقائه ومصلحته ويكون مستعداً للدفاع عنه بالنفس والنفيس، عندئذ تكون لهذا العهد قوة لا تؤثر فيها الأخطار مهما عظمت ومن أية ناحية أتت.
إن حزب البعث العربي قدر في جميع مراحل نضاله المسؤولية القومية التي ترتبها عليه فكرته الشعبية الاشتراكية الحرة، يعتبر نفسه في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ سورية العربية مسؤولاً أيضاً عن بيان الخطوات الضرورية التي تحقق للبلاد ثمار نضالها الطويل، ولذلك فالحزب يرى أن يتبنى السياسة على الأسس الآتية:
1- تشكيل حكومة مؤقتة حائزة على ثقة الشعب.
2- تطهير الجهاز الحكومي من جميع صنائع العهد البائد، ومحاكمة المسؤولين عن فضائحه وارتكاباته.
3- تأمين الحريات العامة التي نص عليها الدستور.
4- إجراء انتخابات حرة في المدة المحددة بالدستور، وعودة الحياة الدستورية الجمهورية إلى مجراها الطبيعي.
عميد البعث العربي
ميشيل عفلق
المصدر:
مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الثاني، ص 972.