مقالاتموضوعات مختارة
المجاهد محو الكردي .. أول من أطلق الرصاصة الأولى في وجه الفرنسيين
هو المجاهد البطل (محو بن يبو شاشو الكردي) الذي أطلق الرصاصة الأولى في وجه الفرنسيين، وكانت جماعته هي النواة الأولى لتشكيل المجموعات السورية، فقد أرسلت الحكومة المحلية في حارم قوة من الدرك لمطاردة هذا المجاهد، وكان وكيلاً لدى أحمد بك مرسل المنافس لأبناء عمه الموالين للفرنسيين الذين ذهبوا لاستقبالهم يوم الاحتلال، وقد توارى عن الأنظار، إلا أن جنود الدرك استاقوا زوجته أمامهم عائدين إلى حارم، فثار زوجها، واستأسد في سبيل الشرف والكرامة وتبع رجال الدرك، فدارت بينهم معركة انجلت عن مصرع بعض أفراد الدرك، ولاذ الباقون بالفرار وعاد بزوجته، فأمده أحمد بك مرسل بكمية من البنادق والقذائف والعتاد، وانضم إليه بعض الأفراد ثم جردت إليه السلطة الفرنسية قوة مؤلفة من أربعين جندياً لمطاردته، فتصدى إليهم محو ورفاقه بنار حامية فانسحبوا تاركين وراءهم قتلاهم، وكان لهذه الحادثة أعمق الصدى، والاثر في المنطقة، فتجمع حول محو أكثر من أربعين مجاهداً.
وكانت قافلة نقل عسكرية آتية من اسكندرونة إلى الجيش المرابط في حارم عن طريق قرقخان تجتاز سهول العمق الكثيرة الأعشاب، فكمن لها محو ورجاله بين الأعشاب، حتى إذا ما توسطت المكان المعشب أشعلوا النار من أمام القافلة ومن خلفها وعن يمينها وشمالها فلم يتركوا للقافلة طريقاً للنجاة، فدخلوا وسط الجحيم، والتهمت النيران رجال القافلة وعجلاتها ودوابها وأرزاقها.
وبعد ذلك خرج مجاهد كردى آخر يدعى (تك بيق حاجي) وألف مجموعة قوية أقضت مضاجع الفرنسيين، ثم اتفق محو وتك ورجالهما الأشداء، فهاجموا حامية (الحمام) الكائنة جنوبي جبل الأكراد، وشمال شرقي سهول العمق، فقضوا على الحامية الفرنسية.
ولما قامت الثورة التركية ضد الجيوش الفرنسية في مرعش وعينتاب التحق محو وتك بيق وأعوانهما فيها، فمنح الأتراك لقب باشا إلى المجاهد (محو) وأما تك بيق فقد استشهد في إحدى المعارك)[1].
[1] آل الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السوري في عهد الانتداب الفرنسي، مطبعة الاتحاد 1960م، صـ 12.