مقالات
أسماءُ مدينة اللاذقيـَّة عبر التاريخ
هلال لالا – صحيفة الوحدة 22 تشرين الثاني 2017
لا يزال أبناء اللاذقية يتبارون في البحث عن آثارها وحضارتها وأدق التفاصيل المرتبطة بها .
مضر كنعان يعد بحثاً موثقاً حول الأسماء التي أُطلقت على المدينة، وتواريخها، ومعانيها, قُبيل بناء مدينة اللاذقيَّة من قبل الملك (سلوقس الأوَّل) عامي 300 – 299 قبل الميلاد كان في موقعها مدينةٌ قديمةٌ تتبعُ لمملكة (أوغاريت) ، ولهذه المدينة طابعٌ حربيٌّ , تجاريٌّ , وقد دمَّرت في الفترة نفسها من دمار (أوغاريت)., ثمُّ أنشأ في موقعها الملك (سلوقس الأوَّل) المدينة المعروفة وأطلق عليها اسم والدته تكريماً لها.
اسماء اللاذقية وورودها
يراموتي: ورد الاسمُ في أحد نصوص الملك (سرجون الأوَّل) الأكَّديّ في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد.
ياريموتا: ورد الاسمُ في رسائل (تلِّ العمارنة) في القرن الرابع عشر قبل الميلاد , وهو استمرارٌ للتسمية السابقة وحُرِّف لاحقاً إلى { راميتا } , ومعناه الأرضُ المرتفعة.
– مازبدا: اسمٌ أطلقه السكَّان المحلِّيُّون، وله علاقة – غالباً – بزبد البحر.
– لوكيه أكته: اسمٌ أطلقه البحَّارة اليونان على المدينة، ومعناه الشاطئ الأبيض.
لاوذكيَّة البحريَّة: الاسمُ الذي أطلقه الملك (سلوقس الأوَّل) على المدينة الحديثة التي بناها، اسماها تيمُّناً باسم والدته، ولُقِّبت بالبحريَّة لتتميَّز عن سبع مدنٍ أخرى بناها الملك (سلوقس الأوَّل) وكانت تحملُ الاسم نفسه وهي غير ساحليَّةٍ.
اللاذقيَّة العظمى: لقبٌ في القرن الثالث قبل الميلاد تمييزاً لها ،لأنَّها كانت أعظمهنَّ وأكثرهنَّ شُهرةً واعتباراً.
لاوذكيَّة في كنعان: اسمٌ ظهر على نقدٍ سكَّته المدينة في عهد الملك (أنطيوخس الرابع) 175 – 162 قبل الميلاد.
لاذقيَّة الخمر: لقبٌ أُطلق عليها في العصر الهيلينستيّ لشهرتها بزراعة العنب وإنتاج الخمر.
لاوذكيَّة البحر، لايكا، ليسيا وهناك أسماء أُطلقت عليها بعد خضوعها للحكم الرومانيّ عام 64 قبل الميلاد.
يوليا: لقبٌ أطلقه عليها (يوليوس قيصر) عام 47 قبل الميلاد لوقوفها إلى جانبه ضدَّ خصومه.
سبتيما السيفريَّة: اسمٌ أطلقه عليها الإمبراطور الرومانيّ (سبتيموس سفيروس) تكريماً لها لوقوفها إلى جانبه في صراعه الشديد على عرش روما مع حاكم سوريا (بسينيوس نيجر) عام 193م.
تيودوريادس: اسمٌ أطلقه عليها الإمبراطور البيزنطيّ (جستنيان الأوَّل) عندما أمر بإعادة بناء ما تهدَّم منها بعد زلزال 529م المدمِّر, أطلق عليها هذا الاسم تيمُّناً باسم زوجته الإمبراطورة (ثيودورا) .
وقد اشترك أسقف المدينة (إسطفان) في مجمع القسطنطينيَّة عام 553م بصفته ((مطران تيودوريادس)).
اللاذقيَّة: القالبُ العربيُّ لاسمها القديم ’ عُرفت به عقب دخول العرب المسلمين إليها في سنة 15هـ (636م).
لاذقيَّة الشام: اسم عُرفت به في العصر الأمويّ.
لاليش : اسمٌ أطلقه (الفرنج) بُعيد الاستيلاء عليها في أثناء الحروب الفرنجيَّة عام 1108م , وقد ظلَّ هذه الاسم عالقاً في ذاكرة المعمَّرين وكبار السنِّ في مدينتنا ، إذ كانوا يُطلقون عليها إلى عهدٍ قريبٍ (لاليج الكبرى).
لاذقيَّة العرب: اسمٌ أطلقه (العثمانيُّون) على المدينة عقب دخولهم بلاد الشام في سنة 922هـ (1516م) , أطلقوا عليها هذا الاسم تمييزاً لها عن (لاذقيَّة الروم) المدينة الواقعة في قلب الهضبة الأناضوليَّة , وتُسمَّى حالياً (لاديك) تقعُ على بعد 32 كيلومتراً شمال غربي مدينة (قونية).
يردُ اسم مدينتنا (لاذقيَّة العرب) في عشرات الوثائق الوقفيَّة والشرعيَّة , كما أنَّ أوَّل نشرةٍ صحفيَّة خاصَّةٍ صدرت لمدينتنا في سنة 1317هـ (1899م) حملت اسم:((من مآثر لاذقيَّة العرب)).
مدينة العواميد: لقبٌ شعبيٌّ أطلقه السكَّان المحلِّيُّون على المدينة وذلك لكثرة الأعمدة المنتشرة في أرجاء المدينة القديمة وهي أعمدةٌ حجريَّةٌ رمليَّةٌ و غرانيتيَّةٌ وبازلتيَّةٌ تعودُ إلى فترة ازدهار المدينة في العصور الكلاسيكيَّة (الهيلينستيَّة، والرومانيَّة، والبيزنطيَّة). كانت تُزيِّنُ شوارعها الرئيسة , وتهدَّم أغلبها وطُمر في باطن الأرض نتيجة الزلازل أو عمداً لاستخدامها في أساسات الأبنية في عصورٍ لاحقةٍ , وكثيراً ما تظهرُ ثانيةً عند القيام بأيَّة أعمال حفريَّات , كما تتوزَّعُ العشرات منها حالياً في حديقة المتحف الوطنيّ والساحات العامَّة.