مقالات
المربي عبد الغني سهيل الغبرة
د. عزة علي آقبيق – التاريخ السوري المعاصر
المربي الفاضل عبد الغني سهيل الغبرة ١٩٢٨م
في دمشق القديمة حيث البيوتات المتلاصقة والحميمية في محلة زقاق الحجاج والتسمية معروفة لإقامة الحجاج بن يوسف الثقفي دار له فيها، هناك استقبلت السيدة يسرى جمال الدين القاسمي مولودها عبد الغني بفرح غامر، وبجو من المحبة كبر عبد الغني وبات عليه الذهاب إلى كتاب الشيخ جميل آقبيق القريب من منزله على ماببدو، حيث تعلم القراءة وبعض الأيات من الذكر الحكيم، أنهى مرحلة الكتاب، ليغادره إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي ، ومنها إلى مكتب عنبر الذي انفرد تلك الفترة بتخريج دفعات من الشباب المتميز علمياً.
يقول المغفور له عبد الغني كان البيت بغص بسكانه الذين تجاوز عددهم الثلاثين، وكان هذا حال أغلب بيوتات دمشق داخل وخارج السور، كان عبد الغني محباً التعلم ومع هذا الضجيج العائلي كان لابد له من التفكير في مكان يمكنه الدراسة فيه بهدوء فقصد زاوية من التكية السليمانية واتخذها مقراً لدراسته: ليقول كنت انكب على الدراسة غير مبال بالوقت الذي كان يمر سريعاً وانا غارق بين الكتابة والقراءة وحل مسائل الرياضيات ولم يكن يخرجني من ركني غير صوت المؤذن فأطع ما أنا فيه فأتوضأ من البحرة التي تتوسط التكية لأصلي وأعود مسرعاً إلى ركني حيث سعادتي وكان يغالبني النعاس أحيانا فأضع نعلي تحت رأسي قاصداً قليل راحة لأعود لما قد بدأت فيه، وعليه انتسب إلى كلية الآداب جامعة دمشق قسم التاريخ عام ١٩٤٩م ليكون من اوائل خريجي القسم لعام ١٩٥٣م.
عمل في مجال التربية والتعليم، ليؤسس ثانوية الأندلس في منزل أديب الشيشكلي القديم خلف ساحة السبع بحرات الواقع في بناء وجيه الشبؤون، دفعه طموحه للتفرغ وعليه نقل مدرسته إلى منطقة الحلبوني واشترى دار آل المميز الجميلة الواسعة اتكون مدرسة الأندلس التي مازالت مفتوحة الأبواب لكل طالب علم حتى اليوم. توفي المربي الفاضل تاركاً لدمشق نبراس علم لاينطفأ.
المصدر المربية السيدة منشودة أبو قورة حرم المغفور له الأستاذ عبد الغني الغبرة.