مقالات
الشيخ فرحان الأبوهف
الشيخ فرحان الفياض الكنج المحمد الأبوهف
أبو صالح – 1831 – 1925
من أشهر شيوخ عشيرة الخرشان من قبيلة بني صخر في ديرالزور
ينادونه ” جد الديريين “
كان من أصاحب الديوان القديمة في المدينة وتاجر معروف في “دير الزور”.
طلب من “مزعل” وهو أحد النحاسين بأن يصنع له بعض القدور الكبيرة “مفردها قدر وهو حلة كبيرة ويسمى أيضاً دن” وقد طلب منه أن يترك صناعة الدلال التي بين يديه والتي ينتظرها أصحابها ويتحول إلى صناعة القدور نظراً للمجاعة التي تجتاح البلاد ووافق “مزعل” وواصل العمل ليل نهار حتى أنجزها في وقت قصير وبدأ “فرحان الفياض” يتفقد الشوارع شخصياً ويسأل بعض أقاربه الذين يفدون عليه في “الديوان”: “كم رجلاً ميتاً وجدت في الشارع” فلما كثر عدد الضحايا قام بطبخ “البرغل” في تلك القدور ووضعها في “مناسف” وقدمها للناس في الشارع أمام داره الكائنة غربي “تكية الراوي” حيث كان يقف في الشارع ويقول :” الزاد ياجوعان والمي ياعطشان “وكانت تفد إليه الناس حتى من الارياف المجاورة ولا زالت تلك القدور عند ورثته إلى اليوم…..
وهناك الكثير من وجهاء مدينة دير الزور الذين ساهموا في اطعام الجياع وقتها عام 1916م……
شغل منصب عضو مجلس إدارة لواء الزور و عضو في حكومة الرؤساء الثلاثة..
خرجت في صبيحة أحد الأيام إحدى قريبات فرحان الفياض – تنعيه وهي العادة المتبعة إذ تخرج إحدى قريبات المتوفى – وتدور في شوراع البلد لتشيع خبر الوفاة وعلمت شاعرة الرثاء خرمة السليمان بسماع هذا الخبر فقالت وهي في بيتها :
يا رِحيلَ الرّاعيچي رحل … وركّب الگدور بسنين المحل
فدخلت على خرمة واحدة تطلب منها الحضور إلى مأتم فرحان الفياض فخرجت معها وقالت وهي في الطريق :
من راس العلو بانت نعول الخيل … هذول أهل الگهاوي والبهّروها بهيل
هذول أهل الگهاوي ونجرهم يدگ حيل … هذول أهل الوجعان الروّحوا بالليل
عازمين مجحم بتالي الليل … ومن راس العلو بانت نعول الخيل
وما أن وصلت إلى مكان المأتم حتى بدأت تقول بعد أن وقفت على القدر المقلوب وهي تمسك بيدها الدف :
عدّي عليهم زين يا العدادة … ينزح وماينزح من الورّادة
إلهم منادي من العصير ينادي … تسمع گهاويهم طرگ حدادة
إلهم منادي من العصير ينادي … وإلهم عبيد للبسط مدادة
إلهم منادي من العصير ينادي … وإلهم عبيدٍ للسگا ورّادة
وقد أنجب رجال تفتخر وتعتز بهم دير الزور وسوريا وهم : صالح و عبد اللطيف و عبد القادر و عبد الوهاب و عبد الرزاق و عبد الكريم ريس وزهدي وطه…
توفي عام 1925 م ، عن عمر 94 عاماً