ولدت في دمشق عام ١٩٣٢م، أتمت تعليمها الأولي في مدرسة الحي، وفي سن السابعة التحقت بالمدارس الحكومية، لتنهي المرحلة الابتدائية في الصف الخامس.
بعد أن أنهت دراستها بتفوق، كان لابد لها من العودة إلى البيت، لتكون ربة منزل، أو متعلمة لفنون الخياطة، وعليه آثرت تعلم الخياطة، ولحسن الحظ غادرت مدرسة الخياطة الحي، فعادت هي بدورها إلى المنزل.
كان طموحها كبير، لا حدود له، وبنقاش رقيق مع أخيها الدكتور عزة طرابلسي، رجل الاقتصاد السوري المرموق، الذي استطاع اقناع والدهما بحتمية مواصلة الدراسة، وكانت الفرحة غامرة بموافقته.
التحقت بعدها بتجهيز البنات، وكانت المدرسة الوحيدة في دمشق للتعليم الثانوي للإناث، بقسميها الأول لقاطني دمشق، والثاني داخلي لوافداتها من ريف دمشق والمحافظات.
أما بالنسبة للبنين فكان. لهم مبنى خاص بهم على نفس النسق.
تقدمت عام ١٩٤٢م، مع زميلات لي لنيل الشهادة المتوسطة، لنكون طلاب الدفعة الأولى في تقديم هذا النظام الجديد، لاتقدم زميلاتي في هذه المرحلة الجديدة والصعبة، لانتقل إلى المرحلة الثانوية، وكان نظام التعليم يفرض اجتياز امتحانين للحصول على هذه الشهادة، لتقول أنهيت المرحلتين، الأولى والثانية بتفوق عام ١٩٤٥م.
لنكون وزملائي آخر دفعة تقدمت لنظام البكالوريا، حيث بدأ العمل بنظام الشهادة الثانوية الموحد بعد نجاحنا مباشرة، ونظراً لتفوقي أوفدت لمصر، للدراسة في قسم رياض الأطفال، لكونه فرع جديد على التعليم، لأعود إلى دمشق، التي افتتحت جامعتها للمرة الأولى كليتي الآداب وعلوم اللغة العربي، والعلوم الفلسفية، عام ١٩٤٧م، بعد اقتصارها على مدرستي الطب والحقوق.
وبنفس الوقت تم افتتاح قسم للرياضيات والعلوم الطبيعية بمجالاتها المختلفة. بالاضافة ألى افتتاح معهد التعليم العالي، حيث يتيح لمنتسبيه التعليم في المدارس الثانوية بعد التخرج.
التحقت بكلية الآداب، قسم الفلسفة، وقبلت في معهد التعليم العالي، وبعد أربعة سنوات تخرجت من قسم الفلسفة، ثم عملت في مجال التربية والعليم، بين عامي ١٩٥٣-١٩٥٤م، في دار معلمات دمشق، ورقيت عام ١٩٥٥م، لتصبح معاون مدير، ورئيس الدروس المسلكية، ثم مديرة لدار المعلمات عام ١٩٥٩م.
في عام 1963 أوفدتها منظمة اليونسكو، في بيروت، لحضور دورة تدريبية في التنمية والإدارة التربوية ١٩٦٣-١٩٦٤م.
نقل في هذه الفترة كادر دار المعلمات إلى منطقة القصور، ليسمى بمدرسة دار المعلمات، واستحدث في العام ١٩٦٤-١٩٦٥م، معهد التربية الاجتماعية، فانتدبت محاضرة فيه لتدريس مادة علم الاجتماع، تقدمت صيف١٩٦٥م، بطلب لمنظمة اليونسكو الدولية، وبعد دخولي مسابقة التوظيف، حصلت على العمل في جمهورية الكونغو، وقمامت بتدريس مادة علم النفس، وخلال فترة إقامتها بين عامي ١٩٦٦-١٩٧٤م.
بعد عودتها الى دمشق، عدت إلى سلك التدريس، فشغلت رئاسة الدروس المسلكية، في دار المعلمين المختلط، وبقيت في هذا المنصب حتى سن التقاعد.