مقالات
د. عزة علي آقبيق: الأستاذ أكرم العلبي العالم المؤرخ المحقق الزاهد
د. عزة علي آقبيق – التاريخ السوري المعاصر
ولد في القيمرية، أحد أعرق أحياء دمشق القديمة، هذا الحي الذي أعطى ثلة من علماء دمشق، في بيوته الجميلة وقصوره القديمة ترعرعت أجيال، شاركت في كتابة “تاريخ دمشق الحديث والمعاصر”، الذي كتب من خلال ماصدره من أبناء أحبوا الوطن.
كثيرون، هم من تألقوا في مجالات مختلفة، بحيث لايسمح لي النص بذكرهم جميعاً، منهم يوسف العظمة بطل ميسلون، جميل الألشي، تاج الدين الحسني، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر زعيم الكتلة الوطنية، المؤرخ قسطنطين زريق، وأخيراً شيخ مؤرخي ومحققي وباحثي دمشق أ.أكرم حسن العلبي.
وأنا أكتب كلماتي، كنت أتساءل من يعينني، على التذكر، ليتحول الفكر إلى صاحب خطط دمشق، أكرم حسن العلبي، وفجأة انهال الدمع غزيراً، على الصديق، الذي حظيت بشرف زمالته منذ عام 1988م، كان حاضراً في المكتبة الوطنية، والمكتبة الظاهرية، في دار الوثائق التاريخية، في المعهد الفرنسي للدراسات، في مجمع اللغة العربية، هنا تعرفت عليه، نحيل القد متوسط القامة، منكب على الكتابة، بكل جوارحه، ذلك العالم الذي استطاع، التعامل مع المخطوط والكتاب، والوثيقة، بحرفية وجدية قل نظيرها، كل ذلك لم يمنعه، من التعامل مع محيطه الطالب للتعلم والمعرفة، قصده الجميع، وأولهم أنا من يخط هذه الكلمات عنه، قصده العالم برمته، طالباً منه إسهامه في بحث أو تفسير، وعليه ظهرت ترجمات بلغات متنوعة، كان له اليد البيضاء في ظهورها على مسرح البحث بلغات بلدان مختلفة، كانت بالغالب تخص بلاد الشام، أو دمشق، التي أحبها فكتب عنها، مؤلفات عدة.
ولد أكرم العلبي في حي القيمرية، عام 1940م، أنهى دراسته الثانوية عام 1960م، متفوق في مجمل العلوم الاجتماعية، وعليه التحق طالباً بكلية الآداب قسم التاريخ في جامعة دمشق، أولع المترجم له بالتاريخ العام بالمجمل، ولكنه أحب تاريخ وطنه بكافة فتراته، فحفظه بذاكرة الباحث، وليس الطالب، عمل مدرساً لمادة التاريخ للمرحلة الثانوية، مفتشاً للمادة في فترة لاحقة، تفرغ لدراسة علوم الدين في المعهد العالي لها، فبزر بين أفراد دفعته، فقيهاً، بشهادة من الشيخ صالح فرفور، ليغادر موطنه ليلتحق بمعهد البحوث والدراسات العربية، في القاهرة، ليدعم تفوقه العلمي بنيل شهادة الماجستير عام 1978م، من قسم البحوث والدراسات التاريخية بتقدير ممتاز، تحت عنوان” نيابة دمشق في نهاية عهد المماليك” عهد سيباي”.
قصد أ. أكرم المملكة السعودية، ليعمل في التوجيه التربوي والإدارة، لمدة ست سنوات، إلا أن حنينه للوطن أرقه، فقدم استقالته، عائداً إلى عرين المعرفة التي تعود الاغتراف منه.
انكب المترجم له بعد عودته على دراسة المخطوطة، بفتراتها المختلفة، وترجم النادر منها، لتتصدر أولى كتبه المكتبات عام 1981م.
أخلاقه، عرف أكرم العلبي، بالخلق الحسن، والصلاح، والزهد، أحبه محيطه لطيب معشره ودماثة أخلاقه، وكرمه، حتى أنه كاد أن ينفق كل موارده صدقة لكل سائل، ميزه الورع والتقوى.
تنوع نتاجه العلمي، له مؤلفات كثيرة، منها ماعرف بإسمه ومنها مالم يعرف به، تجاوزت مؤلفاته العشرين.
1- دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين 905- 922هـ، 1500-1520م: دراسة تاريخية واجتماعية…سنة النشر: 1982
2- تيمور لنك وحكايته مع دمشق، سنة النشر: 1987
3- الخليفة المتوكل على الله جعفر: ناصر السنة (247هـ)، سنة النشر: 1987
4- الوليد بن يزيد: الخليفة الشاعر (123هـ)، سنة النشر: 1987
5- الملك الأشرف خليل بن قلاوون: فاتح عكا ومحرر بلاد الشام من الصليبيين (693هـ)، سنة النشر: 1987
6- العنوان: المظفر قطز: بطل معركة عين جالوت (658هـ)، سنة النشر: 1987
7- الملك المعظم توران شاه الأيوبي: بطل معركة المنصورة (648هـ)
سنة النشر: 1987
8- معارك المغول الكبرى في بلاد الشام: معركة عين جالوت…
سنة النشر: 1988
9- تاريخ البصروي: صفحات مجهولة من تاريخ دمشق في عصر المماليك من سنة 871هـ لغاية 904هـ، سنة النشر: 1988
10- دمشق الشام: لمحة تاريخية منذ العصور القديمة حتى عهد الانتداب
سنة النشر: 1989
11- خطط دمشق: دراسة تاريخية شاملة على مدى ألف عام…
سنة النشر: 1989
12- الحضرة الأنيسة في الرحلة القدسية، سنة النشر: 1990
13- العنوان: الآثار التاريخية في دمشق، سنة النشر: 1991
14- التقويم: دراسة للتقويم والتوقيت والتاريخ، سنة النشر: 1991
14- تكملة شذرات الذهب في أخبار من ذهب، سنة النشر: 1991
15- يوميات شامية، أو: وهو التاريخ المسمى الحوادث اليومية من تاريخ أحد عشر وألف ومية: صفحات نادرة من تاريخ دمشق، سنة النشر: 1993
16- ظرفاء من دمشق، سنة النشر: 1996
17- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، سنة النشر: ..2001
18- خالد العظم 1965- 1903م آخر حكام دمشق من آل العظم
سنة النشر: 2005.
10- يهود الشام في العصر العثماني: من خلال سجلات المحاكم الشرعية في مركز…، سنة النشر: 2011.
من خلال التجوال بين مؤلفات العلبي، نرى تباعد الفترات بين ظهور كتبه، بين يدي قراءه، يكون فيها منغمساً في تحقيق وثائق للإسهام في نشر معارف فترة زمنية لايمكن لغيره اجتيازها.
للمترجم له مؤلفات عدة لم تر النور بعد، ولكنها ستراه.
أرشيف الدكتورة د. عزة علي آقبيق