أعلام وشخصيات
أحمد شامية
الشيخ الحاج أحمد شامية بن علي ((شيخ الوراقين))
من مواليد حلب – حي الأعجام- 1936م ، ولد في بيت دين وكرم وتربى وترعرع على هاتين الصفتين من قبل والده الحاج علي شامية صاحب متجر المواد الغذائية في سوق القصيلة والذي يعرفه القاصي والداني، عمل الشيخ احمد شامية في مهنة بيع الكتب منذ نعومة أظافره حيث أنه افتتح مكتبته الاولى وهو ابن 16 عاما وبالتحديد عام 1952 إلى أن تمكن من هذه المهنة حتى افتتح مكتبته الضخمة ((الحضارة الاسلامية)) في الستينيات وهي المكتبة الثانية في حلب بعد مكتبة عجان الحديد والتي كانت ملاذا لطلاب العلم آن ذاك لندره المكتبات ولسهولة وسعة صدره حفظه الله في التعامل مع طلاب العلم الشرعيين وعدم الربح عليهم وبعدها مكتبة ((الفتح)) وكلاهما كانتا في آخر طلعة خان الوزير قريبا من سور القلعة حتى عام 1996 وبعدها انتقل إلى منطقة خان الحرير ومن ثم باب جنين حتى عام 2011 ومن ثم ساحة بزة الى عام 2016
كان طلاب العلم يتوافدون عليه ويشترون منه الكتب التي تلزمهم في طلبهم للعلم بالتقسيط المريح دون ارتفاع لثمن الكتاب مقابل التقسيط، وترى فقيرهم الذي لا يملك ثمن الكتاب وليس عنده القدرة على تقسيط ثمن الكتاب ياتي للشيخ احمد شامية ليستعير الكتاب او يستأذنه في أن يقراه عنده في المكتبة.
عمل الشيخ احمد إلى جانب عمله في المكتبة داعية إلى الله محتسبا أجره على الله
فقد سافر في الستينيات إلى الهند والباكستان في الباخرة عن طريق البحر وكان برفقته آن ذاك الشيخ سعيد طنطاوي والشيخ جودت سعيد والتقى بعظماء علماء الهند والباكستان وصاحبهم مدة اربعة أشهر ومنهم الشيخ العلامة محمد يوسف الكاندهلوي صاحب كتاب حياة الصحابة والشيخ أبو الحسن الندوي وغيرهم من كبار علماء ودعاة بلاد الهند والباكستان ، كما أنه جال معظم المدن والقرى والمناطق السوريه لنشر الدعوة الإسلامية .
كانت مهنة بيع الكتب بالنسبة له مبدأ ومنهج دعوة ليست الغايه الربح وإنما نشر العلم لذا كان ملتزما بنوع الكتب التي يبيعها بعيداً عن الكتب المخربة للفكر والمهدمة للعقيدة حتى وصل معه الحد أنه لا يبيع كتابا إلا اذا تأكد أن المشتري أهلاً له وعندما سئل عن ذلك أجاب :
أن ذلك أفضل من ناحيتين معنوية وتجارية
أما المعنوية : فقد حفظ حق الكتاب وكرامته باعتبار أن المشتري ليس أهلا للكتاب
وأما التجارية : فلأن المشتري سوف يرجع الكتاب ويسترد قيمته لأنه لم يفهم عليه
استمر الشيخ احمد في مهنة بيع الكتب حتى عام 2016 رغم الحرب والدمار والخراب الذي لحق بمدينة حلب الا أنه حزن حزنا شديدا واستمر ببيع الكتب في وقت ندرت فيه المكتبات بل شبه انعدمت .
رحلة الشيخ مع الكتاب كانت طويلة وأبى أن يفارقها رغم مفارقة الأهل والخلان له لذا كان يردد دائما هذا البيت :
أنا فتى ذو أدبِ ….
أقرأ خير الكتبِ
إن غابت الأصحابُ…
فصاحبي الكتاب
كل علماء حلب الذين عاصروا الشيخ احمد شامية كانوا يحبونه ويترددون إلى مكتبته وكأنها بيتهم الثاني وكانوا يوجهون طلابهم وينصحونهم أن يشتروا من الشيخ أحمد لانه يصبر عليهم بالدفع ولا يرفع من ثمن الكتاب وكان من هؤلاء العلماء:
الشيخ عبدالله سراج الدين والشيخ محمد النبهان والشيخ محمد السلقيني وابنه الشيخ الدكتور ابراهيم السلقيني الذي كان زميله في الدراسة في أخذ العلم عن والده الشيخ محمد السلقيني
ومن العلماء الذين يترددون على الشيخ أحمد شامية:
الشيخ محمد الشامي والشيخ أديب حسون والشيخ عبد الرحمن زين العابدين وغيرهم من العلماء وطلابهم من بعدهم.
ومن علماء دمشق كان يتردد على مكتبته الشيخ العلامة صالح فرفور وأولاده العلماء الكرام حيث كانوا يأتون من دمشق الى حلب خصيصا ليشتروا الكتب من الشيخ أحمد شامية(1).
(1) باسل عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب