علي رضا الركابي 1866 – 1942
كان من أبرز الشخصيات السياسية في سورية في العهد الفيصلي، وأول رئيس للوزراء في العهد الفيصلي.
ولد في دمشق 1866م، وتخرج من المدرسة الحربية في الآستانة وتدرج في المناصب العسكرية حتى رقي في سنة 1912 إلى رتبة لواء وعين قائداً في القدس ثم محافظاً وقائداً في المدينة المنورة، ثم نقل إلى العراق، وقد أحيل على التقاعد سنة 1914 بعد أن أشار على الدولة العثمانية بالبقاء على الحياد في الحرب العالمية الأولى، فعاد إلى دمشق قبيل الثورة، واضطر خلال الحرب إلى مداراة جمال باشا، وأصبح رئيساً لبلدية دمشق، ولكنه بقي على صلة بالوطنيين، ولما دخل الجيش العربي دمشق سنة 1918 عين حاكماً عسكرياً، وبقي في هذا المنصب حتى خلفه فيه الأمير زيد، فنقل مديراً للحربية أو وزيراً للدفاع حتى اعلان الاستقلال وتتويج فيصل، فكان أول رئيس للوزراء بعد الاستقلال، وبقيت وزارته في الحكم حتى أول مارس سنة 1920، ثم استقالت.
لما دخل الفرنسيون سورية سافر إلى مصر فالحجاز ثم قصد شرق الأردن وتولى رئاسة الوزارة فيها مرتين، وعاد إلى سورية في سنة 1926 معتزلاً السياسية وأقام في دمشق حتى وفاته في 25 أيار 1942، فشيع في جنازة مهيبة.
جاء عنه في تقرير الاستخبارات البريطانية لسنة 1919 عن الشخصيات الرئيسية في دمشق ما يلي: (عمره 50 عاماً، جنرال وموظف سابق في العهد التركي، أمر بتسليم القيادة في منطقة طبرية للدفاع عنها، ولكنه هرب والتحق بالبريطانيين، مولع بجمع المال، لا ذمة له، وأستاذ قديم في أساليب الدسائس التركية من أنصال الاستقلال التام، ومعاد للفرنسيين غير محبوب)[1].
يذكر سلطان الأطرش في مذكراته عن رواية عن أسره لرضا الركابي، الذي كان يدافع عن دمشق، فقال اتصل بنا فيصل عند وصولنا إلى الكسوة، للزحف بأقصى سرعة والدخول إلى دمشق قبل الجيش البريطاني، وحدثت معركة بالسلاح الأبيض في الكسوة، وأسر قائد الترك مع كثير من جنوده، وهو علي رضا الركابي، وعاد معنا إلى دمشق حيث دخلناها في 30 أيلول من الميدان، ووصلنا إلى المرجة، ورفعنا العلم العربي، ودخلت في نفس اليوم بعض سرايا الجيش البريطاني.
كتب عنه محمد كردعلي: (وصف جمال باشا الصغير رضا الركابي بأنه كان يلعب على الحبلين ، فكان يدعى أنه يريد القبض على فيصل لتسليمه للدولة هو ورفاقه، إذا أعطيت له القيادة في الدفاع عن دمشق، وكان أيضاً يتصل بفيصل، ولم يكن فالكنهاين يثق به ولا القادئد حسن تحسين رئيس أركان حرب الجيش، ونزولاً عند رغبتهما تم تأجيل موضوع تسليمه الدفاع عن دمشق.
عهد البريطانيون إلى اللواء علي رضا الركابي من قادة الجيش التركي ومن أبناء دمشق بأن يكون حاكماً عسكرياً لمدن الداخلية دمشق وحلب وما إليها بالنظر لما ثبت للبريطانيين من حسن بلائه في خدمتهم. ويقال : إنه كان أرسل إليهم مصور الحصون حوالي دمشق، وكان وكل إليه الترك عملها، وأرسله القائد التركي قبيل سقوط دمشق ببضعة أيام ليجمع شمل المنهزمين من الجيش التركي في القنيطرة، وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال، فأدعى أن العربان سلبوه ماله وثيابه، وانضم إلى الجيش الإنكليزي، وهكذا ذهب من دمشق قائداً تركياً وعاد إليهم بعد أيام حاكماً عربياً بريطانياً[2]).
أما خليل مردم بك، فكتب عنه: (علي رضا باشا الركابي بن محمود بن أحمد سليمان الركابي، من رؤساء الوزرات، مولده ووفاته في دمشق، تخرج بالمدرسة الحربية في الآستانة، وتولى وظائف عسكرية في القدس، فالمدينة المنورة سنة 1912م، فبغداد والبضرة، وكان من حملة الفكرة العربية قبل الحرب العامة الأولى، دخل في جمعية العربية الفتاة وجمعية العهد، حين دخل الجيش الغربي دمشق عين حاكماً عسكرياً ثم رئيساً للوزارة ثم استقال. تولى رئاسة الوزارة في الأردن عام 1922م، أكثر من مرة، وهو من رجال الدولة المشهود لهم بالكفارءة والمقدرة مع النزاهة[3]).
زوج ابنته لـ فهمي الحسيني بن علي الحسيني في السادس من آذار 1914م، وجرى الاحتفال في دار عزيز العظمة في جادة المزة. وكان علي رضا الركابي حينها قائد الفيلق السادس في حلب.
[1] العظمة ( عبد العزيز)، مرآة الشام وتاريخ دمشق وأهلها، تحقيق نجدة فتحي صفوة، دار رياض الرئيس للكتب والنشر، لندن، صـ 228.
[2] كردعلي (محمد)، خطط الشام، الجزء الثالث، صـ 154
[3] خليل مردم بك ( دمشق والقدس في العشرينيات، مؤسسة الرسالة – سورية)، الطبعة الأولى، عام 1978.
انظر:
من الأرشيف العثماني 1916- تذكرة تعيين علي رضا الركابي رئيسًا لبلدية دمشق