كلمة هاشم الأتاسي رئيس الدولة في حفل افتتاح مؤتمر المغتربين عام 1950

كلمة هاشم الأتاسي رئيس الدولة في حفل افتتاح مؤتمر المغتربين – الأحلاف عام 1950م

نص الكلمة:

أيها الاخوان الأعزاء:

لقد أسعدني كثيراً كما أسعد أخوانكم المقيمين قراركم الميمون بعقد مؤتمر الأحلاف في ربوع الوطن العزيز

وإن ليسرني اليوم أن افتتح أولى جلسات هذا المؤتمر في بلدكم الطيب دمشق مزجياً إليكم التحية خالصة والترحيب جميلاً، ومباركاً لكم عملكم ومسعاكم.

يا أبناء الوطن الأبرار

ها أنتم أولاً تعودون إلى بلادكم الحبيبة بعد غياب طال أمده فتحلون في دياركم وتنزلون بين أهليكم وعشيرتكم، وتشاهدون بأنفسكم ما حققته بلادكم من تقدم وأزدهار وما وطدته من حرية وسلطان فتذكرون بذلك عهود الصبا و مدارج الشباب حين ضاقت بنفوسكم الطموحة حدود الوطن وثار في قلوبكم الحية آباؤها العربي لكل قيد أو هوان، فانطلقتم في أرجاء الأرض تبغون لأنفسكم وذويكم الخير وتبنون لوطنكم وبلادكم المجد وقد حقق الله لكم الرجاء وأبلغكم الغاية بما بذلتموه من عمل مخلص وسعي صادق هما موضعا تقدير الوطن واعجاب المواطنين.

أيها المغتربون الكرام:

إن وطنكم يذكر لكم ما قدمتموه في سبيله من خدمات مشكورة وجهود مجمودة، إنكم كنتم خير رسل له وأكرم دعاة لقضيته، حتى نال حريته ومكن استقلاله وعزز سيادته.

واليوم إذ تأتمرون في هذا الحفل الكريم لتدارسوا شؤونكم وتجمعوا أمركم على ما فيه، خيركم وصلاحكم، أرجو أن تجدوا من أخوانكم المقيمين كل عون ومساعدة فتتلاقى الجهود، وتتآزر الأيدي مرة أخرى على السير بالوطن العزيز قدماً إلى الأمام والعلاء.

بارك الله فيكم، وجعل التوفيق والفلاح حليفكم.

والسلام عليكم