المصور علي رضا النحوي أمام البنك العثماني في دمشق عام 1993
يذكر التاجر “فريد الشعبان” في مقابلة أجرتها مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 5 حزيران 2014 : «هو أول بنك أسس في “دمشق” وكان ذلك أيام حكم السلطان “عبد الحميد الثاني” وسمي آنذاك “البنك العثماني”، ويقع في قلب المنطقة التجارية بـ”دمشق” في “العصرونية” شرقي “قلعة دمشق”، ولا يزال بناؤه قائماً رغم تحوّله إلى استعمالات تجارية، وبعد انقضاء الحكم العثماني، أسس بنك “سورية ولبنان الكبير” الذي قام بشراء “البنك العثماني” وبقي ملكه إلى عام 1932، وقد ملك المصرف السيد “زلخا مرقدة”».
وأشارت المهندسة “ربى صاصيلا” من وزارة السياحة، التي أعدت دراسة عن واقع البنك وكيفية استثماره بالقول: «بني في عام 1895م، يمتاز بطرازه المعماري الأوروبي المتأثر بفن العمارة العثمانية بدليل سطحه الجملوني وواجهته الخارجية، وأسس في موقع تجاري مهم على مقربة من أسواق “دمشق” التجارية لتلبية متطلباتها، وبعده أسست البنوك الصغيرة، وكان نواة للحركة التجارية المالية لمدينة “دمشق” القديمة».
وبينت “صاصيلا” في دراستها التاريخية للبنك بالقول: «البنك من الناحية الإنشائية سليم ولا توجد فيه مشكلات إنشائية أو انهيارات، حيث يشغل البنك قسمين الجزء القديم منه وهو الشمالي كان عبارة عن محلات تجارية موزعة على طابقين قبل إنشاء البنك، ثم أصبح بعد ذلك جزءاً منه، أما الجزء الحديث وهو الجنوبي فصمم لأجل وظيفته الأساسية كبنك للإمبراطورية العثمانية في الطابق الأول منه وجزء من الطابق الأرضي، فيما كانت بقايا الطابق الأرضي عبارة عن محلات تجارية».
وأضافت: «مخطط مدينة “دمشق القديمة” عام 1912م هو أول مخطط يوثق موقع “البنك العثماني” ويدرجه ضمن الأبنية ذات الأهمية التاريخية والوظيفية في تلك الفترة، فالمبنى المقابل له هو مبنى بنك “العلم الفلسطيني” الذي أنشئ في فترة زمنية متقاربة، واعتمد نمطاً معمارياً وفنياً مشابهاً لبناء “البنك العثماني”، ولم تدخل “دمشق” الحياة المصرفية حتى منتصف القرن التاسع عشر، فكان “البنك العثماني” الرئيسي من عام 1856م وحتى مطلع القرن العشرين أهم مؤسسة مصرفية من بين خمسة عشر بنكاً وفرعاً للبنوك الأوروبية على ساحة السلطة العثمانية، واهتم بالأعمال التجارية والأشغال العامة وتمكن من التصرف بأموال الدولة العثمانية فحقق فوائد وأرباحاً باهظة».
وتابعت: «وصلت فروع البنك في عام 1911 إلى 54 فرعاً، وكان من ضمنها 13 فرعاً في “سورية”، وفي عام
1919 بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية أنشئ مصرف سورية كمصرف فرنسي أعيدت تسميته عام 1924م، فسمي مصرف “سورية ولبنان الكبير”، وفي عام 1935 اشترى البنك تاجر عراقي يهودي فاستخدمه كبنك دولي عالمي باسم “بنك زلخا”، وفي عام 1949م أغلق البنك بقرار من الدولة السورية وأصبح هذا المبنى من أملاك الدولة، وفي نهاية السبعينيات تم استثمار المبنى بعقد آجار لمدة 100 عام فتغيرت هوية ومعالم المبنى بشكل كبير».
وختمت: «يقع المبنى ضمن العقار رقم 23 باب البريد، وهو مفرز إلى 11 مقسماً عدا العقار رقم 10، وتبلغ مساحته الكلية 751م2، مؤلف من طابقين؛ الطابق الأرضي مؤلف من مخزنين كل مخزن له باب على الطريق العام، ومدخل مسقوف، وفسحة سماوية وممشى، وغرفة أوائل التدفئة، وغرفة حديدية، وبحرة ماء، ودرج من الرخام يصعد إلى الطابق الأول الذي يحتوي على مدخل وصوفة وثماني غرف وبلكونين على الطريق»(1).
(1) إسماعيل النجم- مدونة وطن