عام
إيقاف إحدى سيدات دمشق حصة من منزلها بعد موتها على فقراء الكنيسة المريمية
الباحث هاني سكرية- التاريخ السوري المعاصر
وثيقة تعود لعام 1807 ميلادي الموافق لعام 1222 هجرية
وتتحدث الوثيقة عن إيقاف إحدى نساء دمشق حصة من منزل على نفسها وبعد موتها على فقراء الكنيسة المريمية بدمشق ,
فيما يلي نص الوثيقة ،
لدى نايب مولانا المولى الهمام دام فضله :
أشهدت عليها المدعوة تقلا بنت نقولا البيطار المرأة النصرانية إشهادا شرعيا في صحة منها وسلامة وطواعية واختيار من غير اكراه ولا إجبار ,
وجواز الأمر الشرعي ، أنها أوقفت وأبدت وخلدت وتصدقت لوجه الله تعالى ماهو جار في ملكها وحوزتها وبيدها وطلق تصرفها الشرعي النافذ شرعا ومنتقل اليها بالارث الشرعي (1) عن ابيها المسفور الانتقال الشرعي بالطريق الشرعي وذالك جميع الحصة وقدرها ثلاثة قراريط من اصل اربعة وعشرين قيراطا من جميع الدار الكاينة باطن دمشق (2) بمحلة النصارى بالجوانية بزقاق الطاسات المشتمل كامله على مساكن ومنافع شرعية المحدودة تمامها قبلة بيت خليل وسلامة وشرقا الطريق وفيه الباب وشمالا بيت النحات وغربا بيت كردوس بحق ذالك كله شركة وقف الكنيسة المريمية نظير ذالك ثلاثة قراريط المعلوم ذالك عندها علما شرعيا وقفا صحيحا شرعيا وايقافا دايما سرمديا وصدقة بتة باقية على الزمان بتعاقب الدهور والزمان لا يحل لاحد يؤمن بالله تعالى واليوم الأخر ويعلم انه الى ربه الكريم صاير , نقض هذا الوقف ولا تبديله ولا تغييره لا يباع ولا يملك ولا يستملك ولا ينتقل الى ملك أحد من سائر الناس اجمعين كلما مر عليه الزمان أكده وكلما مر عليه وقت وزمان اكده وسدده فهو محرم بحرمات الله الأكيدة مدفوع عنه الاسوء بقوته السديدة أنشأت الواقفة وقفها هذا على نفسها أيام حياتها لا يشاركها فيه مشارك ولا ينازعها فيه منازع ثم من بعدها فعلى فقراء الكنيسة المريمية الكاينة باطن دمشق (3) بالقرب من الخراب أخرجت الواقفة وقفها هذا عن ملكها وابانته عن حيازتها وجعلته وقفا شرعيا على المنوال المزبور (4) فمن بدله بعدها فانما اثمه على الذين يب\لونه أن الله عليم عنهم . وشرطت الواقفة شروطا منها وظيفة النظر على الوقف المزبور (5) لنفسها ايام حياتها ثم من بعدها عاد وقفا شرعيا على فقراء الكنيسة المزبورة عاد النظر لمن يكون بطريقا ومتوليا على الكنيسة المزبورة وإن تعذر ذالك وتعطل عاد ذالك وقفا شرعيا على الفقراء والمساكين وان امكن العودة عاد يجري ذالك كذالك ابد الابدين ودهر الداهرين الى ان يرث الله تعالى الارض ومن عليها وهو خير الوارثين وسلمت الواقفة هذا الوقف لاحمد بيك بن محمد الرومي بعد ان جعلته شريكا بالنظر على الوقف المزبور الى أن يتم التحكيم والتسجيل فاعترف بتسلمه الوقف منها شرعا وثبت ذالك لديه بشهادة شهود اخره وبصريح الإعتراف لديه بذالك كله ثبوتا شرعيا …. الخ الخ الخ
وجرى ذالك بحضور جرجس ولد الياس وحيان ويوسف بن موسى وتعريفهما بالواقفة التعريف الشرعي وحرر ذالك في الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة الحرام سنة أثنين وعشرين ومايتين وألف ,
كاتبها مولانا السيد محمد سعيد أفندي الايوبي
(1) إرثا عن والدها أين ان نساء دمشق كانوا يرثون بعكس ما وصلنا من المسلسلات أن المراة الدمشقية كانت تعامل معاملة الجواري وأن لا حقوق لها وطبعا موضوع أرث المرأة الدمشقية لوالدها أو والدتها سواء كانوا من المسلمين او المسيحيين او اليهود أمر مثبت وموثق بمئات الوثائق .
(2)(3) باطن دمشق : أي داخل سورها (بلعامية جوات البواب ) .
(4) المزبور : المذكور
(5) المزبورة : المذكورة