خالد الحكيم ( الحمصي) :
ولد خالد بن ياسين بن محمد بن عبد الله المكي الإشبيلي في حمص من أبوين فقيرين عام 1878م
ينتسب إلى عائلة استوطنت حمص بعد نزوحها من الأندلس منذ أكثر من أربعة قرون، وامتهن الكثير من أفرادها الطب طوال قرنين فأصبحت تعرف بأل الحكيم.
اشتهر من أجداده السيد عبد الله الذي منحه السلطان محمود فرماناً برتبة ( باشا)، وبتوليه ولاية سورية.
دخل المدارس التركية في دمشق، والآستانة، فلمع فيها وتخرج مهندساً عسكرياً.
عين مديراً ثانياً لمعامل الأسلحة في العاصمة العثمانية، ثم مهندساً في الخط الحجازي قبيل إنشائه بقليل، فظل يعمل في هذا الخط منذ المباشرة فيه إلى الانتهاء منه، وتعرف أثناء عمله هذا بالبلاد العربية، وبأحوالها.
ثم عين مهندساً لأوقاف سورية، ومفتشاً لمبانيها العسكرية ثم عين الآستانة من جديد وظل فيها مدة طويلة إلى قبيل الحرب العالمية الأولى.
التقى في الآستانة برجالات العرب، واشتدت أواصر صداقته مع عبد الحميد الزهراوي، واتفقا على العمل السياسي سوية للوقوف أمام سياسة الاتحاديين.
غادر خالد الحكيم مع المجاهدين إلى ليبيا للجهاد ضد الطليان، وظل فيها يحارب أكثر من سنتين في طرابلس وبرقة حتى أوشكت الثورة أن تنقضي، وحتى لجأ أكثر المجاهدين فيها إلى مصر فعاد خالد الحكيم إلى مصر ومنها إلى سورية.
أخذ خالد الحكيم بعد عودته إلى سورية يعمل مع عبد الحميد الزهراوي ضد الاتحاديين، وفي هذه الفترة استدعى خالد الحكيم للجيش التركي، وشارك في معركة ترعة السويس.
تمكن خالد الحكيم من الفرار مع سبعين مجاهداً مسلحاً ضربوا بادية الشام طمعاً في تأسيس ثورة فيها، لأن جمال باشا كان قد حولهم إلى محكمة عالية.
التحق خالد الحكيم في قوات الثورة العربية الكبرى وعمل فيها كضابط في العقبة وأبي اللسن ثم في مصر وفلسطين وسورية، ولما اتضح له من تصرفات الشريف حسين وابنه فيصل أنهما غير قادرين على تحقيق مبادئ الثورة العربية تنكر لهما.
وكان يحمل على فيصل بن الحسين لإعتماده على صداقة بريطانية ودعمها، ولعدم إعداده ما يلزم من القوة، والمال للغد ولسياسة الارتجالية التي لا تتناسب مع القرن العشرين.
اشترك خالد الحكيم في موقعة ميسلون، وبعد دخول الفرنسيين دمشق لجأ إلى شرق الأردن، واشتغل مهندساً للأشغال العامة هناك، ولكن سرعان ما غادر الأردن بعدما لمس تغير سياسة الأمير عبد الله وبعدما صدر حكم من المحكمة العسكرية الفرنسية في دمشق يقضي بإعدامه.
انتثل إلى فلسطين ثم إلى مصر ثم إلى الرياض مع صديقه الضابط العقيد حسن وفقي بك، الذي يعد من ابرز العسكريين آنذاك.
التحق خالد الحكيم بالجيش السعودي، واشترك في معركة جدة التي دامت زهاء سنة ولما سقطت جدة كان خالد الحكيم ممثل سلطان نجد لاستلامها من الهاشميين.
ثم أصبح مستشاراً للملك عبد العزيز وصديقه المقرب.
لما نشبت الثورة السورية الكبرى عام 1925م، عمل خالد الحكيم بماله من مكانه محترمة لدى الحجاز ونجد على إمداد الثوار بالمال والسلاح والترحيب بمن يلجأ منهم إلى تلك البلاد.
بعد ذلك توترت علاقته مع الملك عبد العزيز ثم مرض ونقل إلى دمشق وظل يعاني من المرض لمدة سنتين حتى وفاته في السادس من نيسان 1944م.
أنجب خالد الحكيم خمسة أولاد هم ضياء وعمر ومساعد وأيمن وحمد.