من الصحافة
صحيفة 1944 – نوري السعيد ..رسول الوحدة العربية في دمشق
قام نوري السعيد بزيارة إلى دمشق يوم الجمعة الرابع من شباط عام 1944 واستمرت الزيارة حتى يوم الاثنين السابع منه.
ونشرت صحيفة “الف باء” خبراً عن اليوم الأول للزيارة، وكان الخبر بعنوان: (رسول الوحدة العربية في دمشق .. البلاد السورية ترحب بالوزير العراقي الأول رسمياً وشعبياً).
نص الخبر:
قبيل وصول طائرة نوري السعيد أستعد رجال الشرطة والدرك منذ الصباح لاستقباله فخامة نوري باشا السعيد رئيس مجلس وزراء العراق فلبسوا خوذهم الفولاذية وتفرقت قطعات الشرطة من كيوان فشارع الملك فاروق وشارع رئيس الجمهورية فجسر فكتوريا فالشارع المؤدي إلى فندق اوريان بالاس. كما انتشر رجال الدرك على جيادهم من محطة البرامكة فالمزة ومنها إلى المطار وازدانت هذه الطرقات والشوارع كما ازدانت المزة بالأعلام والسجاجيد.
في المطار
وكان أول القادمين إلى مطار المزة عطوفة مدير الداخلية العام وجناب محافظ لواء دمشق يصحبهما قائد السرية الجنوبية فسعادة قنصل العراق صالح بك مهدي ورجال قنصليته ثم وصل قائد الدرك العام رفيق بك العظمة وقائد اللواء الأول هرانت بك وتتابعت وفود المستقبلين من وجهاء وصحفيين يتقدمهم محافظ العاصمة ومدير الشرطة العام ومدير شرطة دمشق والدكتور أحمد بك قدري ومدير مدرسة الدرك القائد عبد الرزاق بك قولي ومدير المالية العام وكبار موظفي وزارة الخارجية وعلى رأسهم مدير الخارجية العام.
وفي الساعة الحادي عشرة والدقيقة 15 وصل دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة وزير الخارجية ومعالي وزير العدلية وجناب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان. ثم وصل سعادة الدكتور نجيب بك الأرمنازي أمين السر العام لرئاسة الجمهورية.
تبادل القبلات:
وفي الساعة 11 والدقيقة 45 وصلت الطائرتان العراقيتان إلى سماء المطار وقد كانتا على ارتفاع شاهق فحامتا فوق المطار زهاء عشر دقائق ثم هبطت الأولى وهي التي تقل تقل فخامة نوري باشا ويقودها نجله صباح بك وما أن أطل نوري باشا من الطائرة ورفع من على ظهره العبأة التي كان يلتف بها حتى صدحت موسيقى الدرك النشيد العراقي فالنشيد السوري، وتقدم رئيس الوزرء ووزير الخارجية والعدلية وقنصل العراق إلى الطائرة وتبادلوا القبلات مع الزائر الكبير وقال رئيس الوزراء إلى صباح بك: اننا نستقبل الأب وابنه.
وبعد أن استعرض فخامته قطعة الدرك التي كانت تأخذ له التحية الرسمية عاد مع رئيس الوزراء والوزراء إلى مكان الوفود حيث أخذ نوري باشا يصافح كلاً منهم ويسأله عن صحته، وهبطت الطائرة الثانية وفيها سعادة تحسين بك قدري والضابط السيد عبد الرحمن مرافق الباشا.
وقد التقط المصورون لفخامته عدة صور مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووفود المستقبلين.
في الطريق إلى الفندق:
وفي الساعة 15.12 امتطى فخامته احدى سيارات القصر الجمهوري التي وضعها فخامة رئيس الجمهورية تحت تصرفه ابان إقامته في دمشق وقد نشر عليهما العلم العراقي وركب إلى جانبه دولة رئيس مجلس الوزراء وفي السيارة الثانية ركب دولة وزير الخارجية وسعادة تحسين بك قدري وزير العراق المفوض في سورية ولبنان وسعادة الدكتور الأرمنازي وفي السيارة الثالثة ركب معالي وزير العدلية وإلى جانبه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الدكتور عدنان الأتاسي وتتابعت ورائهم بقية السيارات وكانت تتقدم الموكب سيارة مدير الشرطة فشرذمة من الشرطة على دراجاتها النارية وأمام دائرة مديرية ناحية المزة أخذت ثلة من الدرك التحية الرسمية للموكب الذي تابع سيره من طريق كيوان إلى جسر فكتوريا ففندق اوريان بالاس وأمام الفندي أخذت لفخامته ثلة من الشرطة التحية الرسمية وقد دخل تواً إلى البهو الداخلي في الفدق ووقف يتحدث مع رئيس الورزء ووزير الخارجية ويستقبل وفود المهنئين الذين غصت بهم باحات الفندق الفسيحة.
استقبال المهنئين بالفندق
وقد تقدم مخبرو الصحف ومحرروها ومراسلوا الوكالات الأجنبية من فخامته وعرضوا عليه سلسلة من الأسئلة عن رحلته فكان يبتسم لهم ويقول ان الطقس لطيف ومناخ مصح الكرمل جميل وأطرى اتحاد العرب في فلسطين وقال أنه زار صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله أمير شرق الأردن بمشتاه في الشونة وعندما تقدم نائب الرقة السيد حامد الخجا للسلام عليه أراد دولة وزير الخارجية أن يعرفه فأجاب الباشا أني أعرفه وقد تناولنا طعام الغذاء سوية في الشونة على مائدة سمو الأمير عبد الله ووعد فخامته رجال الصحافة أن يدلي اليهم ببعض التصريحات في الساعة السادسة مساء.
وخرج بعد ذلك إلى غرفته الخاصة في الفندق ورقمها 208 ليستريح قليلاً.
في القصر الجمهوري
وفي الساعة الواحدة بعد الظهر قصد فخامته بموكب رسمي إلى القصر الجمهوري حيث قابل فخامته رئيس الجمهورية.
مأدبة الرئيس الأول
وفي الساعة الواحدة والنصف أقام فخامة الرئيس الأول مأدبة غذاء في قصره تكريماً لفخامة نوري باشا حضرها أصحاب الدولة والمعالي والسعادة رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء ووزير العراق المفوض وقنصل العراق وأمين السر العام لرئاسة الجمهورية ومدير غرفة وزارة الخارجية ورئيس المرافقين.
خلوة..
وبعد الانتهاء من الطعام اجتمع فخامة الرئيس الأول مع الضيف الكريم في غرفة خاصة وبحثا بعض الأمور بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة وزير الخارجية.
وفي تمام الساعة الرابعة عاد فخامة نوري باشا ودولة رئيس الوزراء بالموكب الرسمي إلى الفندق.
السعيد يجتمع بمندوب روزفلت في دمشق
وقد استقبل فخامته في البهو المخصص له سعادة الجنرال هارلي مندوب المستر روزفلت الذي وصل يوم أمس إلى دمشق والمستر ودسورث المعتمد الأميركي.
وفي الساعة الخامسة دخل الباشا غرفته وأخذ قسطاً من الراحة.
وفي الساعة السادة والدقيقة 10 نزل فخامته إلى بهو الفندق وأخذ يستقبل وفود المهنئين وكلهم من علية القوم ووجوه المدينة والرجالات الرسميين والدبلوماسيين.
تأجيل سفره للاثنين
وكان في النية أن يغادر فخامة نوري باشا دمشق صباح اليوم إلى بغداد الا أنه تأخر إلى يوم الاثنين المقبل بناء على دعوة الحكومة.
وقد أقام دولة وزير الخارجية مأدبة عشاء فاخرة على شرفه مساء أمس بفندق أوريان بالاس ويرى القارئ وصفها في مكان آخر في هذا العدد.
ويقيم دولة رئيس مجلس الوزراء حفلة شاي في فندق أوريان بالاس على شرفه أيضاً مساء يوم الأحد القادم “غداً”.
هذا وقد اتصل فخامة رئيس الجمهورية هاتفياً بالبلاط العراقي ورجا من سمو الوصي السماح لفخامة نوري السعيد بتمديد إقامته في دمشق مدة يومين كما ذكرنا ذلك آنفاً.