ولد في حي القيمرية بدمشق عام 1910م.
والده الشيخ حسني العظمة كان يتبع حلقات الطريقة النقشبندية.
ثم في باريس أتقن الألمانية والإنكليزية.
الدراسة:
بدأ تعليمه في سن الرابعة عندما التحق في الكتّاب عند الشيخ السفرجلاني الذي كان قرب المدرسة الظاهرية في دمشق، وبعد عدة أشهر انتقل إلى مدرسة التجارة الخاصة التي كانت تقع في زقاق البوص جانب سوق الحميدية بدمشق.
وبعد عامين وهو في سن السادسة انتقل إلى مدرسة الملك الظاهر الابتدائية وبقي فيها حتى عام 1921م.
انتسب إلى مكتب عنبر لمتابعة تعليمه الاعدادي في عام 1921م، وبعد ذلك تابع تعليمه الثانوي.
الانتساب إلى المعهد الطبي عام 1928:
انتسب إلى المعهد الطبي في دمشق في عام 1928م،وتخرج ضمن خريجي الدفعة الرابعة عشر في العام الدراسي 1932- 1933م.
وحول دخوله المعهد الطبي كتب بشير العظمة في مذكراته: (انتسبت إلى كلبة الطب بالمصادفة والتزوير، ولم أتطلّع قبل ذلك إطلاقاً إلى أبعد من معهد متوسط للزراعة في السلمية. كان دخول المعهد “الكلية” يتم بمسابقة يتقدم إليها الذين أنهوا السنة الحادية عشرة، قبل إنتهاء الدراسة الثانوية. طلب إليّ أحد الرفاق مساعدته في تحضير مواد المسابقة، وقدم طلباً باسمي على أن أكتب على ورقة الفحص اسمه ويكتب على ورقته اسمي، وأعلن بعد الفحص الشكلي نجاح جميع المتقدمين).
بعد التخرج من المعهد الطبي في عام 1934 حصل على منحة من الصليب الأحمر الفرنسي للالتحاق بدورة مكافحة السل، ولاحقاً بعد عودته إلى دمشق شارك في تأسيس جمعية مكافحة السل السورية عام 1954.
الحياة العملية:
بدأ عمله في مخبر الشعبة الداخلية في المستشفى الوطني، افتتح عيادته الخاصة عام 1935م وعمل فيها حتى العام 1958م.
كما عمل مدرساً في المعهد الطبي في الجامعة السورية من عام 1945 وحتى 1954م.
بعد مرور أشهر قليلة على قيام دولة الوحدة بين سورية ومصر، اختير الدكتور بشير العظمة وزيرا مركزيا للصحة وسافر إلى القاهرة لتسلم عمله الذي استمر حتى تقدم بكتاب استقالته التي قُبلت بمرسوم صدر في العشرين من آب عام 1960م.
تشكيل الحكومة:
شكل الحكومة في السادس عشر من نيسان 1962- واستمرت حتى السابع عشر من أيلول 1962م، وفي العشرين من حزيران عام 1962م جرى تعديل وزاري على الحكومة.
وجاء في بيان الحكومة: (لقد اضطلعت الحكومة بأعبائها في ظروف حرجة، وبعد سلسلة من التقلبات والأزمات إيماناً منها بتصميم الشعب وقدرته على أن يضع أهدافه موضع التنفيذ، ويقيناً منها بأن الذي يقلب الأزمات قوى بناءة، هو القدرة على الخروج منها، العزيمة على استخلاص الدروس الذي ترشد إليه).
ظروف تشكيل حكومة بشير العظمة في مذكراته..
تطرق الدكتور بشير العظمة في مذكراته إلى ظروف تشكيل حكومته، فكتب: (في 14 نيسان 1962 اتصل بي الصديق رياض الميداني أمين عام القصر الجمهوري يدعوني لمقابلة رئيس الجمهورية بعد الإفراج عنه.
استقبلني الرئيس بترحاب متحفظ وعصبية واضحة على ملامح الوجه والحركات.
بادرني بالقول :”طلب مني الإخوان أن أكلفك بتشكيل وزارة معتدلة، وأردو أن نتفق على المرشحين”.
قلت:”من الذي طلب منك وما علاقتي بالموضوع”.
قال:”متبرماً وباستخفاف واستولى عليه ضيق من الدلال والتمنع، وهو السياسي المحترف يقدّم للدخيل لقب دولة الرئيس”، فقال بحدة:”دعنا من اللف والدوران، مطلوب مني لإنقاذ الموقف تكليفك بتأليف وزارة”.
كان جوابي حاسماً وحاداً أيضاً وقلت:”أشعر بأنك لا تصدق كلامي. لست أرغب صادقاً، ولا أقبل جازماً دخول مغامرة لن أنجح بها، وأؤكد بأني لا أعرف أحداً من ضباط القيادة. لقد دعوني للأركان بعد إنقلابهم في 28 آذار، واعترضت خلال حديثي معهم على تحركاتهم السياسية وخطورتها، وقد استاء بعضهم من كلامي وكاد يطلب مني مغادرة المكان”.
واستأذنت قائلاً:”أمامك الأستاذ برمدا، وهو صديق للضباط سياسي ونائب ووزير سابق”.
في اليوم التالي، اتصال هاتفي جديد، ثم لقاء جديد اشترك فيه الميداني وبرمدا مع الرئيس في إقناعي بأن المهمة فترة انتقالية لتهدئة الخواطر، وأن بين مقررات مؤتمر حمص للعسكريين تكليفي بالوزارة، وأن في قبولي تضحية وطنية لابد من القيام بها.
قبلت التكليف واقنعت نفسي بأن في ذلك خدمة وفرصة للخلاص الوطني!
اتفقنا أن تضم الوزارة ممثلين اثنين لكل كتلة سياسية معروفة (الحزب الوطني، الشعب، البعث، الإخوان المسلمين)، وأن تكون الغلبة في المجلس للفنيين المستقلين.
طلب عصام العطار (أمين الإخوان المسلمين) أن تكون حصته ثلاثة وزراء.
قلت : هناك مقعدان لكل كتلة سياسية، ولا مجال للمساومة، وعلينا الإنتهاء من تشكيل الوزارة قبل الغد لحضور الاستعراض العسكري بمناسبة عيد الجلاء في 17 نيسان.
كنت لا أعرف الذين سماهم رئيس الجمهورية. رشحت ثلاثة أصدقاء فقط هم “أحمد عبد الكريم”،”صبحي كحالة”و”إحسان الرفاعي”.
بعد الاتفاق النهائي طلب إلي رئيس الجمهورية أن أرافقه لاستشارة “الجماعة”.
قلت :”من هم الجماعة؟!”. أجاب بنزق :”أوف ..ضباط القيادة، وهم مجتمعون في دار الضيافة ينتظرون”.
قلت:”ناظم بك” .. لم يعلن شيء حتى الآن .. إني بصراحة وصدق أرفض انتداب أو وصاية الجماعة، ولا أعترف إلا بسلطتك رئيساً للجمهورية منتخباً”.
كان يستمع إليّ وهو لا يصدق ما أقول، وذهب وحيداً إليهم. بعد نصف ساعة تقريباً، أخبرني بالهاتف بأنهم يعترضون على ثلاثة أسماء من المرشحين ” أحمد عبد الكريم”، “صبحي كحالة” و”روبير إلياس”.
أجبت بشكل قاطع :”تصرف كما تشاء. لن أتزحزح عن موقفي ولا أقبل بشطب أو تبديل أي اسم ورد في القائمة المتفق عليها”.
عاد إلى القصر ودفع بالقائمة لتصدر مراسيم تأليف الوزارة في 16 / 4 / 1962م.
مؤلفاته:
نشر مذكراته بعنوان : (جيل الهزيمة بين الوحدة و الانفصال) قبل وفاته بعام 1991م.
وفاته:
توفي في دمشق في الخامس من نيسان عام 1992
الدكتور بشير العظمة وأساتذة كلية الطب مع خريجي العام الدراسي 1953 – 1954
أساتذة كلية الطب مع خريجي العام الدراسي 1953 – 1954
المراجع والهوامش:
(1). خريجو المعهد الطبي في الجامعة السورية للعام الدراسي 1932- 1933
(2). مذكرات بشير العظمة- جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، دار رياض الريس، الطبعة الأولى، لندن عام 1991،صـ 75
(3). مذكرات بشير العظمة- جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، دار رياض الريس، الطبعة الأولى، لندن عام 1991،صـ 218
(4). حكومة بشير العظمة
(5). البيان الوزاري الذي قدمته وزارة الدكتور بشير العظمة عام 1962
(6). العظمة (بشير)، جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، مذكرات بشير العظمة، دار رياض الريس للكتب النشر، الطبعة الأولى، لندن عام 1991م، ص 232.
المراجع والهوامش:
(1). خريجو المعهد الطبي في الجامعة السورية للعام الدراسي 1932- 1933
(2). مذكرات بشير العظمة- جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، دار رياض الريس، الطبعة الأولى، لندن عام 1991،صـ 75
(3). مذكرات بشير العظمة- جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، دار رياض الريس، الطبعة الأولى، لندن عام 1991،صـ 218
(4). حكومة بشير العظمة
(5). البيان الوزاري الذي قدمته وزارة الدكتور بشير العظمة عام 1962
(6). العظمة (بشير)، جيل الهزيمة بين الوحدة والانفصال، مذكرات بشير العظمة، دار رياض الريس للكتب النشر، الطبعة الأولى، لندن عام 1991م، ص 232.