دراسات وترجمات
د. منير العجلاني.. جمع بين العمل السياسي والعمل الثقافي وقدم موسوعة من أهم ما كتب عن التاريخ السعودي
تحقيق: محمد السيف- صحيفة الشرق الأوسط[1]
يُعدُ الدكتور مُنير العجلاني، الذي غيّبه الموت في الرياض الأسبوع الماضي واحداً من أبرز الأعلام العربية التي جمعت بين العمل السياسي والعمل الثقافي، إذ أمضى النصف الأول من حياته في العمل السياسي في بلاده سورية، مناضلاً ضد الوجود الفرنسي، ومطالباً بحقوق بلاده، نائباً في البرلمان ووزيراً في أكثر من وزارة، وأمضى النصف الثاني من حياته، حينما لجأ إلى السعودية، في العمل الثقافي والتأليف والكتابة، حيثُ أصدر ما يزيدُ عن 20 كتاباً، وخطّ مثلها، وقدّم موسوعةً تاريخية عن الدولة السعودية، تُعدُ من أهم ما كتب عن التاريخ السعودي، في دولتيه الأولى والثانية، وكان العمل الصحافي هو القاسم المشترك بين مرحلتيه، حيثُ كتب ونشر وعمل رئيساً للتحرير في كلا المرحلتين، وتقديراً لجهوده وكفاحه وعمله الصحافي والثقافي، تنشر «الشرق الأوسط» هذا التحقيق عن سيرته ومسيرته.
* المولد والنشأة
* ولد مُنير العجلاني في مدينة دمشق عام 1911، وإن كان قد قدّم سن ميلاده إلى عام 1905 كي يحق له ترشيح نفسه لعضوية المجلس النيابي.
نشأ مُنير في أحضان ورعاية والده علي العجلاني الذي منحته الدولة العثمانية لقب «الباشا» وهو أحد كبار مزارعي الشام، وأسرة «العجلاني» أسرة عربية عريقة ذاتُ نفوذٍ وأملاك، توارث أفراد منها خلال فترات طويلة نقابة الأشراف، ويذكر الدكتور منير العجلاني أن أصول عائلته تعود إلى مدينة الطائف السعودية، التي هاجر منها جده عجلان، إلى مصر ثم استقر في الشام، وإليه تُنسب العائلة اليوم.
وللدكتور مُنير العجلاني من الأخوة أربعة، هم المحامي مختار والدكتور حسن ومصطفى والدكتور حيدر، ولم ينخرط أحد منهم في العمل السياسي، مثلما انخرط أخوهم مُنير، كما سيتضح لاحقاً.
درس مُنير العجلاني في كتاتيب دمشق، ثم التحق بالكلية العلمية الوطنية، ودرس فيها مراحل التعليم العام الثلاث، ليلتحق بعدها في كلية الحقوق في جامعة دمشق، ونال فيها شهادة الليسانس، ثم ابتعث إلى جامعة السوربون في فرنسا لمواصلة دراساته العالية، ليحصل على دكتوراه الدولة في الحقوق العامة والخاصة، كما نال عدداً من الشهادات في فقه اللغة والأخلاق من الجامعة ذاتها.
* مُنير العجلاني السياسي المناضل
* في عام 1933 عاد منير العجلاني إلى مسقط رأسه «دمشق» وكانت بلاده سورية لا تزالُ تحت الانتداب الفرنسي، وكان أثناء دراسته في باريس انضم إلى جمعية الطلبة السوريين، من أجل النضال السياسي، ليبدأ عمله السياسي ضد الوجود الفرنسي في بلاده، لذلك فما أن عاد حتى انخرط في العمل الصحافي كاتباً سياسياً ومطالباً بحقوق بلاده ومنها حق الاستقلال، فأخذ ينشر في كبريات الصحف السورية، كما برز منير العجلاني وعُرف من خلال عمله ونشاطه في الكتلة الوطنية، التي قادت النضال السوري من أجل الاستقلال طيلة فترة الانتداب الفرنسي.
وفي عام 1936 دخل منير العجلاني لأول مرة، المجلس النيابي السوري، نائباً عن محافظة دمشق، وكان أصغرَ عضو نيابي سوري، واستمر في جميع دورات المجلس النيابي حتى أعتقل عام 1956 وكان طيلة عمله النيابي يعملُ نائباً مستقلاً، أي لم ينضو تحت أي حزب سياسي، لذلك تزعّم عام 1954 ما يُسمّى بـ«الكتلة الدستورية» التي هي عبارة عن تكتل داخل المجلس النيابي تضمُ النواب المستقلين ونواب العشائر، وقد ضمت21 نائباً.
إضافةً إلى ذلك، فقد كان منير العجلاني أحد الذين صاغوا مسودة الدستور السوري، المعروف بدستور 36 وألّف كتاباً عن الدستور باللغة الفرنسية.
في عام 1940 استلم مُنير العجلاني أولَ منصب حكومي، وهو عمله رئيساً لغرفة رئيس الحكومة، وهو ما يُمثل اليوم منصب «الأمين العام لمجلس الوزراء» وفي عام 1941 عُيّن العجلاني وزيراً للدعاية والشباب، قبل أن يتغيّر مسماها فيما بعد إلى وزارة الإعلام، وكان دخوله مجلس الوزراء في عهد الرئيس تاج الدين الحسني، الذي هو والد زوجته، ويعدُ العجلاني أصغر وزيرٍ يدخل مجلس الوزراء السوري، وحينما كان العجلاني وزيراً للدعاية تلى إعلان الاستقلال الأول لسورية عام 1941 في حفل حضره رئيس الدولة.
في عام 1947 عُيّن العجلاني وزيراً للمعارف، وحينما تشكلت وزارة معروف الدواليبي عام 1951 حافظ العجلاني على حقيبته الوزارية وظل وزيراً للمعارف، حتى عُيّن عام 1955 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للعدل، وكان يرأس مجلس الوزراء بالوكالة.
في عام 1956 عاشت سورية أجواء تيارين متنازعين، تيار يدعو إلى الوحدة مع العراق، والآخر يدعو إلى الوحدة مع مصر، ولم يكن الوزير مُنير العجلاني مؤيداً لأيٍ من التيارين، لذلك اتهم مع مَن أُتهم فيما يُسمى بـ«المؤامرة الكبرى» أي العمل ضد الوحدة مع مصر، فاعتقل وأودع السجن مع غيره من السياسيين، وقامت دولة الجمهورية العربية المتحدة وهو في السجن، وفي عام 1959 أمر الرئيس عبد الناصر بنقل سجناء «المؤامرة» إلى مصر، وبقوا في الإسكندرية تحت الإقامة الجبرية، إلى أن حدث الانفصال فأُخرجوا من مصر ورحّلوا إلى لبنان في طريق العودة إلى دمشق، وفي بيروت وقع انقلاب 61 المعروف بـ«انقلاب القوميين السوريين» فطُلب منهم سرعة مغادرة لبنان، فغادروها إلى تركيا، وبقي منير العجلاني في مدينة اسطنبول التركية حتى وصل إلى مدينة جدة في السعودية عام 1962م لاجئاً سياسياً فيها.
لقد كان منير العجلاني في عمله السياسي ضد كل الانقلابات العسكرية التي حدثت في سورية، وقد اعتقل وسجن عدة مرات، إذ أعتقل وسجن في انقلاب العقيد حسني الزعيم، وفي إنقلاب العقيد سامي الحناوي، وكان العجلاني من مؤيدي فكرة الملك عبد الله في إحياء مشروع سورية الكبرى.
ظل العجلاني طيلة عمله الصحافي والنيابي والوزاري أستاذاً للحقوق في جامعة دمشق، إلى جانب زملائه من الحقوقيين، أمثال معروف الدواليبي ومصطفى الزرقاء، وكان من أبرز تلامذته في كلية الحقوق، وفقاً لما يرويه أبناؤه، نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع والدكتور مصطفى البارودي.
* الأديب المثقف
* رغم انشغال العجلاني وانخراطه في العمل السياسي والنيابي، فقد كان ذا حسٍ أدبي كبير، وصاحب اهتمام واسع بالثقافة العربية والإسلامية والآداب الغربية، وكان من آثاره الثقافية والأدبية أن أسّس مجلتين معنيتين بالفكر والثقافة والأدب، وممّا يروى عن الأديب طه حسين قوله: «ما لمنير العجلاني والسياسة؟» ويذكر البعض ممّن قرأوا له أن العمل السياسي أثّر على عطاءات وإبداعات العجلاني في الثقافة والأدب، وأنه لو ترك العمل السياسي وتفرغ للأدب لأصبح من كبار الأدباء العالميين، لاسيما وأن العجلاني يجيد اللغة الفرنسية والإنجليزية وشيئاً من التركية والإيطالية، وقد ترجم عدداً من الأعمال الإبداعية من وإلى العربية، وشاهدُ هذا القول المؤلفات العدة التي الّفها العجلاني بعد تركه العمل السياسي وتفرغه للثقافة والأدب والتاريخ بعد أن لجأ إلى السعودية وأقام فيها منذُ مطلع الستينات، وممّا يدلُ على المكانة الثقافية التي يحتلها الأديب منير العجلاني، انضمامه المُبكر لمجمع اللغة العربية بدمشق، الذي أسسّه أستاذه محمد كرد علي، في عام 1919 كأول مجمع في الوطن العربي، وظل العجلاني عضواً عاملاً في المجمع حتى وفاته.
كان العجلاني أديباً بارعاً وناقداً متقبلاً، منذُ وقتٍ مبكر، للتجديد في القصيدة العربية، داعياً لتحريرها من نمطها التقليدي العمودي، لذلك لا غرابة أن يستجيب في عام 1944 لدعوة طالبٍ من طلاب كلية الحقوق، وهو نزار قباني من أجل كتابة مقدمة لديوانه الأول، المعروف باسم «قالت لي السمراء» ورغم ما ضمّه الديوان الصغير من تمرد وتغيير في شكل ومضمون القصيدة العربية المتوارثة، حيث ادخل الشاعر ألفاظاً وصوراً تناول من خلالها المرأة، ممّا حمل الشيخ علي الطنطاوي أن يثور ويكتب عن الديوان منتقداً له، وذلك في مجلة «الرسالة» التي كان يصدرها أحمد حسن الزيات.
* في السعودية
* في عام 1962 لجأ العجلاني إلى السعودية، ووصل مدينة جدة قادماً من اسطنبول، وفي عام 1963م عُيّن على وظيفة «كبير المستشارين» في وزارة المعارف السعودية، وكان وزير المعارف آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ، وفي عام 1964 رأس الدكتور العجلاني لجنة التعاقد مع مدرسي التعليم العام من دول سورية والأردن وفلسطين، كما كان يقوم بإلقاء محاضرات على طلاب الدراسات العليا في كلية الشريعة بمكة المكرمة.
في السعودية واصل العجلاني كتاباته الصحافية، فنشر في «الندوة» و«البلاد» ثم «اليمامة» مقالاتٍ عدة، ثم كتب في «الحياة» و«الشرق الأوسط» وكانت مقالاته تبحث في شؤون الثقافة والأدب والتاريخ، كما أنه عملَ مستشاراً في دارة الملك عبد العزيز بالرياض، وفي عام 1975 انتدب للعمل رئيساً لتحرير «المجلة العربية» التي تأسست بموجب الأمر السامي الكريم رقم8337 وتاريخ 25/03/1394هـ، وصدر العدد الأول منها في شهر شعبان لعام 1395هـ، الموافق شهر آب (أغسطس) لعام 1975م وكانت تصدر من بيروت.
إن المطّلع على الأعداد الأولى من «المجلة العربية» يلحظ الرغبة الجامحة والحسّ الأدبي الكبير لدى العجلاني كي تحقق المجلة العربية مكانةً متميزة بين المجلات الثقافية العربية، وبأسرع وقتٍ ممكن، وذلك من خلال ما طرحته الأقلام الكبيرة والمميزة فيها من مقالات وآراء وأبحاث في مجالات اللغة والأدب والنقد والتاريخ والفلسفة والآداب الغربية والشرقية والعلوم وغيرها، لذلك جاء الكُتابُ فيها من أبرز رموز وأعلام الثقافة العربية، كالشيخ عبد الله العلايلي، ومعروف الدواليبي، والدكتور نقولا زيادة، وبدوي الجبل، والأمير عبدالقادر الجزائري، وخير الدين الزركلي، ومحمد حسن فقي، وعمر الأميري، والدكتور أحمد الشرباصي، والدكتور مصطفى الشكعة، والدكتور فيكتور الكك، وجميل صليبا، وغيرهم من أعلام الثقافة العربية.
وبينما كان الدكتور العجلاني يُحضّر للعدد الأول من «المجلة العربية» إذا بالأمة العربية والإسلامية تُفاجأ بالنبأ الفاجع والخطب الأجل، الذي هزّ الدنيا، وهو مقتل الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، لذلك أعدت المجلة العربية ملفاً عن المليك الراحل، لخصت فيه أبرز أعمال الملك العظيم، ونشرت وصفاً لوقائع الفاجعة الكبرى وما أعقبها من تعديلات في السلطة الحاكمة، وكلمات التعزية الصادرة من ملوك ورؤساء الدول، وقدّم العجلاني اعتذاره نيابةً عن «المجلة العربية» في أن محاولة كتابة سيرة الفيصل في مقالة، هي محاولة احتواء البحرَ في كأس ماء! إذ أن مشاركة الفيصل في صنع التاريخ السعودي ومساهمته في تاريخ العرب والمسلمين وأثره في السياسة العالمية، كل ذلك يؤلف موسوعةً تاريخية كبيرة، لذلك حاولتْ المجلة أن تُبرز أهم أعماله، وقد نشرت على الغلاف صورته يدعو ربه الكريم، وصورتين للكعبة المشرفة والقدس الشريف، في إشارة إلى حراسة الفيصل لهذين الحرمين الشريفين ونضاله لتحرير القدس الشريف.
* المؤلف والمؤرخ
* بعد أن ترك منير العجلاني العمل السياسي واستقر في السعودية، تفرغ للتأليف والكتابة والتحقيق، وصدر له أكثر من 20 كتاباً مطبوعاً، من أبرزها موسوعته التاريخية التي تناول فيها تاريخ الدولة السعودية، والمسمّاة بـ«تاريخ البلاد العربية السعودية» والتي جاءت في 5 مجلدات، تناول فيها تاريخ الدولة السعودية بطوريها الأول والثاني، والتي تدلُ على وفائه لهذه البلاد واعترافه بأنها قدرت كفاحه وجهاده وأنزلته المكانة التي يستحقها، وكان يؤمل ويعمل على إكمال موسوعته بكتابة تاريخ الدولة السعودية بطورها الثالث، سوى أن الموت أخذه قبل أن يُكمل مؤلفه، الذي ما زال مخطوطاً.
ليس لأي مؤرخٍ أو باحثٍ في التاريخ السعودي غنى عن الاستفادة والاستزادة مما كتبه المؤرخ منير العجلاني، وبما انفرد به من معلومات ووثائق، وبما تميّز به من تحليل تاريخي مستندٍ إلى أدلةٍ وآراء، وقد حظيت مؤلفاته التاريخية بإعجاب المؤرخين السعوديين، كالشيخ حمد الجاسر الذي ذكر أنه لا يمكن الاستغناء عن الرجوع إلى ما أمدنا به الدكتور منير العجلاني من معلومات لا تتوافر لغيره، فقد تهيأت له الوسائل فأطلع على مؤلفات ووثائق ليس من السهل الاطلاع عليها لغيره، ويذكر الشيخ عبد الله بن خميس أن كتب العجلاني قد برهنت عن موهبة وأسفرت عن قدرة وعبّرت عن جهدٍ لا يتوفر إلا لمثله، إذ ألمّ بما أُلف عن هذه البلاد قديماً وحديثاً مترجماً إلى العربية أو غير مترجم وارتاد المكتبات ونقّب وبحث وجاء بحصيلة هي ما هي لمن يريد تقصي الحقائق واستيعاب الأخبار، ويختم ابن خميس بقوله أن كتب العجلاني أحسن ما ألف عن هذه البلاد، ويذكر الدكتور فهد السماري أن مؤلفات العجلاني التاريخية تعكسُ اسلوباً خاصاً انتهجه باستخدام الحسّ التاريخي والسياسي والتجربة القانونية، ويُشير الدكتور السماري إلى أثر الخلفية القانونية للعجلاني على كتابة التاريخ، حينما تجاوز منهج المؤرخ القائم على التحقق من المصدر إلى الشّدة والصرامة في فحص الأدلة والمصادر وإخضاعها لأسئلة حقيقية وجوانب تحليليلة مفيدة، مُضيفاً أن من مميزات منهج العجلاني في كتبه هو اختياره لعددٍ من الشخصيات القيادية في تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية، فرصد سيرهم الذاتية، مما أضفى جانباً مهماً في التركيز الموضوعي.
ومن مؤلفاته أيضاً في التاريخ المحلي كتاب «صور من التاريخ الحديث» بالاشتراك مع محمد التميمي ومحمد العميل، و كتاب «تاريخ مملكة في سيرة زعيم، فيصل ملك المملكة العربية السعودية وإمام المسلمين» و«الإمام تركي بن عبد الله، بطل نجد ومحررها ومؤسس الدولة السعودية الثانية». ويُعدُ كتابه «عبقرية الإسلام في أصول الحكم» من أهم الكتب المقررة في بعض الجامعات العربية، والتي تبحث في النظام السياسي في الإسلام. وله أيضاً: «رجل في جِلد آخر، مسرحية» و«دفاع الدكتور منير العجلاني أمام المحكمة العسكرية بدمشق» و«عجائب الدنيا» و«القضاء في الإسلام» و«الحقوق الدستورية» و«أوراق» و«أزهار الألم» وله أكثر من عشرين كتاباً مخطوطاً لم تطبع بعد.
* زوجته وأولاده
* لم يتزوج الدكتور منير العجلاني إلا مرةً واحدة، وكان زواجه من السيدة أنعام تاج الدين الحسني، وهي ابنة الرئيس السوري، وحفيدة العلامة الشهير بدر الدين الحسني، وقد رزق من زوجته 3 أبناء وبنت واحدة، هم: منار، الموظف السابق في وزارة التعليم العالي السعودية، وفوزي وأمير، ويعملان في القطاع الخاص، ومنيرة المتخصصة بالأدب العربي.
وفي السنتين الأخيرتين أقعدته أمراض الشيخوخة، وأُدخل المستشفى عدة مرات، ثم دخل في شبه غيبوبة في أيامه الأخيرة، إلى أن لفظ أنفاسه صبيحة يوم الأحد العشرين من يونيو (حزيران) 2004 عن عُمرٍ ناهز 95.
وطيلة وجود العجلاني في السعودية، منذُ مطلع الستينات، ظل محل احترام وتقدير القيادة السعودية على كافة مستوياتها، فقد وجد عطفاً ورعايةً واهتماماً من كل الملوك الذين عاصرهم، الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، رحمهم الله، وأخيراً من خادم الحرمين الشريفين، كما كان ذا علاقةٍ وثيقة بالأمراء الذين عُرف عنهم اهتمامهم بالثقافة والأدب والتاريخ، من أمثال الأمير عبد الله بن عبد الرحمن والأمير نواف بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز، وكانت له صداقات واسعة ومحاورات ومناقشات مع كبار مثقفي ومؤرخي السعودية كالشيخ حمد الجاسر وعبد العزيز الرفاعي وعبد الله بوقس وعبد الله بن خميس وغيرهم، وفي عام 1975 منحته الحكومة السعودية وأبناءه الجنسية السعودية.
[1] الاثنيـن 09 جمـادى الاولـى 1425 هـ 28 يونيو 2004 العدد 9344