ولد عدنان الأتاسي في السلط عام 1905م عندما كان والده هاشم الأتاسي قائمقامها.
جدته لوالده فهي السيدة رقية بنت سليمان الأتاسي.
والدته السيدة وردشان بنت عبد اللطيف بن محمد الأتاسي.
أشقائه: محمد سرّي، ناظم، عدنان، محمود، ورياض، شهيمة زوجة حسن الأتاسي، صبيحة زوجة صلاح الأتاسي، روحية زوجة وجيه الأتاسي.
زوجته : سميحة الطرزي الحسيني، ابنة التاجر الحمصي في اسطنبول أبو الخير الطرزي الحسيني.
أولاده: هاشم، محمد سامر، سها، نسرين.
التعليم:
نشأ في حمص وتعلم المرحلة الابتدائية فيها.
درس في تجهيز دمشق، وفي ثانوية اللايك في بيروت.
تخرج من كلية الحقوق – جامعة دمشق عام 1925م.
تابع تعليمه العالي في جنيف ونال شهادة الدكتوراة من جامعتها عام 1929م.
حصل على شهادة معهد العلوم السياسية العليا أيضاً، وأصبح عالماً في الحقوق الدولية والدساتير.
الحياة العملية:
بعد عودته إلى دمشق عين معيداً في جامعة دمشق بين الأعوام 1932 و 1937، ثم استاذاً محاضراً عام 1944، واستاذاً محاضراً له كرسي في الحقوق الدولية عام 1948م.
خاض في غمار الحياة السياسية أيضاً، وبدأ كمحام لامع منذ عام 1930م، ثم ترقى في مناصبه فأصبح سكرتيراً في وزارة الخارجية، ثم عين نائب قنصل في اسطنبول عام 1938م، ثم قنصل سوريا في القاهرة عام 1939م، ثم وزيراً مفوضاً في باريس عام 1945 وكان بذلك أول ممثل لبلاده في فرنسا على مستوى رفيع.
شارك عدنان الأتاسي في المؤتمر التأسيسي لعصبة العمل القومي عام 1933 الذي عقد في قرنايل.
في عام 1945 وكلفه الرئيس شكري القوتلي باجراء المباحاثات مع الحكومة الفرنسية لضمان استقلال سورية الكامل في جميع قطاعاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحل المشاكل بين الدولتين التي نتجت عند انتهاء الانتداب الفرنسي على سورية.
عين وزيراً مفوضاً في المملكة البلجيكية ببروكسل عام 1946م، وأخيراً انتدب الأتاسي وزيراً مفوضاً لسورية في باريس في أوائل عام 1948، وعين في الوقت ذاته ممثلاً لسورية في كل من سويسرا، واسبانيا، وبلجيكا، وهولندا، ولكسومبرغ، وإيطاليا، وظل في منصبه هذا سفيراً لسورية في نصف القارة الأوروبية حتى عام 1952م، حين عاد إلى سورية وناهض حكم الرئيس أديب الشيشكلي.
انتمى عدنان الأتاسي للكتلة النيابية الدستورية عام 1947م قبل أن يصبح من مؤسسين وأركان حزب الشعب، ثم صار عضواً ناهضاً في ذلك الحزب مع أبناء عمه الأتاسيين عندما تأسس عام 1948م، وغدا أحد القوى السياسية فيه، ودخل المجلس النيابي.
تقلد عدة مناسب وزارية وحكومية، منها تعيينه وزيراً للعدلية والأشغال العامة في حكومة جميل مردم بك الثانية 1946-1947م.
وأصبح عدنان الأتاسي نائباً عن حمص مرات عديدة، فانتخب في آب عام 1943م، ثم في آب عام 1947م، ثم في إيلول عام 1954م. وكان ذا صولة وجولة في المجلس، له زعامته وهيبته، فانتخب رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب عام 1944م، كما انتخب نائباً لرئيس الشعبة السورية للاتحاد البرلماني الدولي.
شارك الأتاسي في عضوية وفود نيابية لبلدان أخرى ممثلاً فيها بلاده، فقد أوفدته بلاده إلى مجلس الجامعة العربية عام 1948، وعين رئيساً للوفد السوري لدى لجنة التوفيق عام 1949.
كما كان أحد المشتركين الثلاثة في محادثات بين سوريا والعراق لربطهما باتحاد، وكان الآخران هما رشدي الكيخيا وناظم القدسي، وكان يمثل حزب الشعب في ميله لتوحيد سوريا والعراق تحت راية واحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أهّلته خبرته بالسياسة الخارجية ليصبح رئيس الجمعية السورية للحقوق الدولية. وتولى إلى جانب أعماله النيابية والقنصلية وزارتي العدل والأشغال العامة في السابع والعشرين من كانون الأول عام 1946م.
بعد ذلك عين سفيراً مفوضاً لسورية في باريس، وعند إعلان الإنقلاب على حسني الزعيم في آب عام 1949م، عاد الدكتور عدنان الأتاسي من باريس قاصداً دمشق، دون أن توضح الأسباب أو تشير إلى أنها عملية استبدال أو تشاور. ولقد استاءت فرنسا لاحقاً عندما علمت أن عدنان الأتاسي عاد من باريس إلى دمشق ليقوم بزيارة بغداد لأكثر من مرة ضمن مساعي مشروع الاتحاد مع العراق(1).
عين وزيراً مفوضاً في باريس في الحادي والعشرين من أيلول عام 1949م(2)، وجاء تعيينه في اليوم التالي لاعتراف فرنسا الرسمي بالأوضاع الجديدة في سورية بعد إنقلاب سامي الحناوي(3).
في الرابع والعشرين من تشرين الأول عام 1951 سمي عضواً في الوفد السوري إلى الدورة السادسة للجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة(4).
اعتقل عدنان الأتاسي في الرابع والعشرين من كانون الثاني عام 1954 لانضمامه لحلف حمص وتوقيعهم على الميثاق الوطني الذي قضى بمقاطعة حكم الشيشكلي غير الشرعي.
اعتقل في نهاية عام 1956 وجرت محاكمته مع بعض السياسيين، بتهمة التخطيط لإشراك سوريا بحلف “بغداد، وأصدرت المحكمة حكم الإعدام عليه، بينما برئ آخرون مثل فيضي الأتاسي. وهنا تدخل الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس شكري القوتلي، فخفف حكم الإعدام واستبدل بالسجن الأزلي.
وفي إيلول (سبتمبر) عام 1960م أصدر عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنها، عفواً عن الأتاسي، فأفرج عنه.
اعتزل عدنان الأتاسي السياسة وانتقل إلى منفاه في مصر، ومنه إلى بيروت في الثامن عشر من إيلول عام 1961، فمنها إلى تركية فلبث بها بعض الوقت، ثم عاد إلى لبنان عام 1964، ومكث بها ما تبقى من حياته، وقد منع من دخول البلاد حتى وفاته.
مؤلفاته:
وكان المترجم إلى جانب المناصب السياسية الكثيرة التي اضطلع بها مؤلفاً وكاتباً مرموقاً له مصنفات في مادة الحقوق والسياسة والقضاء كانت تدرس لطلاب الحقوق في جامعة دمشق، فمن مؤلفاته المطبوعة باللغتين الفرنسية والعربية:
1) “شوائب الإتفاق في المعاهدات الدولية”، بالفرنسية، طبع عام 1930.
2) “دروس مستعجلة في الحقوق الجزائية الخاصة لعام 1943-1944″، طبع بمطبعة الجامعة السورية عام 1944م ودرّس فيها لطلبة الحقوق.
3) “الحقوق الدستورية”، طبع بمطبعة النضال بدمشق عام 1947م.
4) “أزمة الحكم في سورية”، طبع عام 1954.
5) “الديمقراطية التقدمية الاشتراكية الثورية”، نشرته دار الفكر ببيروت عام 1965.
الأوسمة التي نالها:
وسام الرافدين العراقي.
وسام جوقة الشرف الفرنسي من مرتبة ضابط كبير.
كُتب عنه:
ذُكر عدنان الأتاسي بأقلام الكثير من السياسيين ووالمؤرخين والصحفيين في مذكراتهم ومؤلفاتهم، وترجم له بتوسع الأستاذ عبدالغني العطري في “حديث العبقريات” فكان مما قال:
“كان سياسياً جريئاً ومثقفاً كبيراً، نشأ في بيت الزعامة والوطنية والحرية. آمن بالديمقراطية والحرية ورفض تدخل غير ممثلي الشعب المنتخبين بشؤون الحكم. ولكن عدو الله والشعب والقانون عبدالحميد سراج لم تعجبه هذه المبادئ والمثل العليا، من أجل ذلك لفق له تهمة التآمر والخيانة مع عدد من رجال الوطنية وزج بهم في السجن، وحكم عليه بالإعدام، سجنه وعذبه رغم أنه ابن هاشم الأتاسي، الزعيم الكبير ورئيس الجمهورية الشرعي عدة مرات، وكانت جريمة السراج هذه وصمة عار كبرى في جبين عدو الشعب والقانون. عدنان الأتاسي، السياسي الشجاع والوطني المجاهد، والمثقف الكبير، ابن رئيس الوطن هاشم الأتاسي، كان أحد ضحايا الحرية والديمقراطية”. وقال في موضع آخر من الترجمة: “كان الدكتور عدنان الأتاسي سياسياً جريئاً ووطنياً مخلصاً، خدم بلاده بعلمه ورجاحة عقله. تتلمذ في السياسة على والده الرئيس الجليل هاشم الأتاسي الذي كان قطب الرحى في السياسة السورية، وكان ملجأ رجال السياسة الوطنية في الملمات والأحداث، يزود الجميع بحكمته الحكيمة، وآرائه الصائبة، ونظرته الثاقبة إلى الأمور. كان عدنان الأتاسي ساعد أبيه الأيمن، ومستشاره الأمين في كثير من الأزمات والمواقف الصعبة. كان عدنان مثقفاً ثقافة عالية، درّس الحقوق الجزائية في كلية الحقوق بدمشق، وتخرج على يديه عدد من خيرة القضاة ورجال القانون، وله عدد من المؤلفات القانونية”، ثم يذكر العطري مؤلفات الأتاسي ويقول: “هذا العلم الغزير والعلم الواسع والمكانة السياسية والاجتماعية والأدبية التي كان يحتلها عدنان الأتاسي لم تشفع له من التهمة اللئيمة التي ألصقها به وبعدد من خيرة السياسيين الضابط المجرم عبدالحميد السراج، فزجهم بالسجن، وحاول إنزال عقوبة الإعدام بهم. وتبقى فعلته هذه وصمة عار في تاريخه الأسود، وكل تاريخه السياسي وصمات عار لا تمحى ولا تزول”.
وفاته:
توفي في بيروت ودفن في حمص عام 1389 للهجرة الموافق السابع من أيلول عام 1969م(5).
(1) صحيفة ألف باء – دمشق، العدد الصادر في يوم السابع والعشرين من آب عام 1949م.
(2) مرسوم تعيين عدنان الأتاسي سفيراً في باريس عام 1949
(3) بيان استقبال ناظم القدسي وزير الخارجية للسفير الفرنسي بدمشق
(4) مرسوم تشكيل الوفد السوري لاجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1951
(5) موقع آل الأتاسي، معالي النائب الوطني الوزير الدكتور عدنان بن محمد هاشم بك بن محمد خالد بن محمد الأتاسي