وُلِد الشاعر عمر أبو ريشة في العاشر من نيسان 1910م.
تذكر بعض المصادر أنه ولد في عكا عام 1912م حيث كان يعمل والده، بينما تذهب مصادر أخرى إلى أنه ولد في منبج.
أسرته:
ينتسب الشاعر عمر أبو ربشة إلى عائلة تعود بأصولها إلى أمراء الموالي.
ويعود سبب تسميتهم بـ (أبو ريشة) إلى السلطان رشاد الذي أسر أحدهم، ووضع في عمامة أسيره ريشة محلاة بحجارة كريمة، فأطُلق عليهم لقب أبو ريشة.
جده: كان قاضياً في منطقة البقاع، وتزوج هناك فتاة من آل القادري.
والده هو شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، وُلِدَ في القرعون على ما يروي عمر. وعلى الرغم أنه أصبح قائم مقام في منبج والخليل، فإنه أمضى سنين طويلة منفياً أو دائم الترحال، وبعد عودته من المنفى أقام في حلب، حيث عمل في الزراعة، ثم ترك الزراعة، وقبل منصب قائم مقام طرابلس.
أما والدته فهي خيرة الله بنت إبراهيم علي نور الدين اليشرطي، وهي فتاة من عكا ، أما أبوها فقد كان شيخ الطريقة الشاذلية.
تزوج مرتين، وكانت زوجته الثانية تدعى: (سعاد مكربل ابوريشة).
الدراسة:
كان عمر يُعرف بالخطيب والشاعر والمؤلّف المسرحي.
التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الكيمياء الصناعية، وقيل أنه درس في معهد النسيج الفني في مانشستر، ونال ثلاث شهادات منه. كما درس الأدب الإنجليزي خلال إقامته، ثم ترك لندن إلى باريس.
العمل:
عاد عمر إلى حلب في عام 1936، وتسلّم إدارة دار الكتب الوطنية في عام 1940
بدأ عمله الدبلوماسي عام 1949 وزيراً مفوضاُ في البرازيل، وكان لا يحمل شهادة جامعية، واستمر هناك حتى عام 1953م، ثم وزيراً مفوضاً في الأرجنتين وتشيلي حتى 1954م.
وفي الخامس من أيلول عام 1954 صدر المرسوم رقم 1764 والذي نقل بموجبه الوزير المفوض عمر أبو ريشة من بونس آيرس والشيلي إلى المفوضية السورية في نيودلهي وسمىي وزيراً مفوضاً في الهند.
استمر سفيراً للحكومة السورية في الهند حتى عام 1958م، وبعد إعلان الوحدة عين سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في الهند من عام 1958-1959م، ثم سفيراً في النمسا حتى عام 1961م، بعدها سفيراً في الولايات المتحدة الأميركية من عام 1961 وحتى 1963م, ثم سفيراً في الهند من عام 1964 وحتى 1970م,
أحيل على التقاعد عام 1971م، وعاد إلى لبنان واستقر في بيروت.
انتقل بعد ذلك للاستقرار في جدة، حيث قضى معظم أوقاته فيها، وفي أواخر حياته أصيب بمرض قلبي نتيجة الإجهاد، وتطلب الأمر اجراء عملية جراحية في عام 1977 فرثى نفسه قبل العمل الجراحي..
عضو مجمع اللغة العربية:
انتُخِب خلال فترة حياته الدبلوماسية عضواً في الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا _ ريو دي جانيرو، وعضواً في المجمع الهندي للثقافة العالميّة، كما انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1948م.
أعماله:
للشاعر عمر أبوريشة الكثير من الاعمال والمسرحيات الشعرية الهامة في تاريخ الشعر العربي الحديث. ومن هذه الأعمال والدواوين والمجموعات الشعرية نذكر:
ديوان بيت وبيان
ديوان نساء
ديوان كاجوارد.
غنيت في مأتمي
أمرك يا رب
المسرحيات:
مسرحية تاج محل
مسرحية علي
مسرحية سميراميس
مسرحية محكمة الشعراء
مسرحية الحسين
مسرحية شعرية رايات ذي قار
مسرحية الطوفان
كما له ديوان شعر في اللغة الانكليزية.
قصيدة عروس المجد:
في عام 1947 أقيمت حفلة في الدار في ذكرى الجلاء، فألقى قصيدتهُ “عروس المجد” التي يقول في مطلعها:
يا عروس المجدِ تيهي واسحبي
في مغانينا ذيول الشهبِ
لن تري حفنة رملٍ فوقها
لم تُعطّر بِدما حرٍّ أبي
درج البغيُ عليها حقبةً
وهوى دون بلوغِ الأربِ .
نشر أعماله:
صدرت الأعمال الكاملة لعمر أبو ريشة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، بتحقيق كل من : فايز الداية وسعد الدين كليب ومحمد قجة في كتابين. ضم الأول ديوانه الشعري والثاني مسرحياته .
1 – أبو ريشة شاعر الوطن والعروبة والنضال ضد المستعمر … وله في ذلك قرابة خمسين قصيدة … من أبرزها: عرس المجد وبعد النكبة وعشرات سواها .
2 – قصائد التراث والتاريخ … ومنها خمس قصائد في السيرة النبوية .. وقصيدة في خالد بن الوليد وأخرى في سيف الدولة .
3 – قصائده في بعض الشعراء … المتنبي والمعري وديك الجن وشوقي وحافظ وبشارة الخوري والصافي النجفي .
4 – قصائد المراثي في مناسبات وطنية أو إنسانية .. ومن أبرزها : بشارة الخوري وعدنان المالكي وكميل شمبير وسعيد العاص والملك فيصل وهنانو واميل البستاني … إلى جانب والده شافع وابن أخته علي وشقيق زوجته جميل مراد .
5 – قصائده في المرأة وهي بحدود 120 قصيدة تتفاوت طولا وفصرا .
6 – قصائده الذاتية والوجدانية والتأملية … وفيها العنفوان والكبرياء والشموخ .
7 – أعماله المسرحية وهي: ذي قار . عذاب . طوفان . سمير اميس . نحن والسلطان . محكمة الشعراء .
وفاته:
توفي الشاعر عمر أبو ريشة في الرابع عشر من تموز عام 1990 م، وكان قد أصيب بجلطة دماغية لزم الفِراش على أثرها لمدة سبعة أشهر في مستشفى الملك فيصل في الرياض، ولكن لم يكن المرض سبب الوفاة، بل توفي في الرياض عقب فترة من حادث سير تعرض له هناك.
بعد الوفاة نُقِل جثمانه إلى حلب حيث تمّ دفنه، وكُتِبت على شاهدة قبره هذه الأبيات:
إنْ يسألوا عنّي وقد راعهم
أنْ أبصروا هيكلي الموصدا
لا تقلقي لا تطرقي خشِعة
لا تسمحي للحزنِ أنْ يولدا
قولي لهم: سافر، قولي لهم:
إنّ لهُ في كوكبٍ موعِدا .
قيل وكتب عنه:
الزعيم جواهر أل نهرو:
بعد انتهاء فترة خدمته الأولى في الهند أقيم حفل في العاصمة نيودلهي لوداع عمر أبو ريشة، شارك فيب الحفل نهرو وقال إننا لا نوده اليوم سفيراً ما، كثُر أولئك السفراء الذين يأتون ويذهبون .. لكننا نودع اليوم القيم العظيمة للإنسان..
مدحت عكاش:
قال عنه مدحت عكاش رئيس تحرير مجلة الثقافة:
– لا ريب في أن الشعر العربي مدين لعمر أبو ريشة بأسمى ما في التجديد من معان شريفة، وصور فكرية جميلة، وأخيلة مجنحة ترفرف على النجوم، وتحلق فوق المجرة.
يقول عنه ايضاً:
– لم يكن حظ المرأة في شعر هذا المجدد الرائد بأقل من نصيب الوطنية، فقد تميز شعره الغزلي عن سائر شعراء الغزل، فلم يعر المرأة ولج يجرئها، كما لم تكن عنده مثار عاطفة، ولا نزه عيون، ولا دمية ملونة يلهو بها، ولم “يفصل من جلد النساء عباءة كما أنه لم يبني إهراماً من الحلمات” إنما كانت المرأة عنده دنيا من الأقلق والعبق والجمال).
الشاعر عمر أبو ريشة في مكتبة الأسد بدمشق عام 1989
الشاعر عمر أبو ريشة في مكتبة الأسد بدمشق عام 1989
نجاح العطار وعمر أبو ريشة في مكتبة الأسد بدمشق عام 1989
المراجع والهوامش:
(1). مجلة الشرقية، العدد 8 الصادر عام 1974
(2). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(3). سعد فنصة: ذاكرتي وزوجة عمر أبو ريشة ...
(4). مرسوم تسمية عمر أبو ريشة سفيراً لسورية في الهند عام 1954
(5). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(6). مسرحية ذي قار
(7). محمّد قجّة: عمر أبو ريشة ... الغائب الحاضر
(8). باسل عمر حريري- الموسوعة التاريخية لأعلام حلب
(9). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(10). عكاش (مدحت)، عمر أبو ريشة، مجلة الثقافة، العدد 2 الصادر في 1 تشرين الثاني 1975م
المراجع والهوامش:
(1). مجلة الشرقية، العدد 8 الصادر عام 1974
(2). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(3). سعد فنصة: ذاكرتي وزوجة عمر أبو ريشة ...
(4). مرسوم تسمية عمر أبو ريشة سفيراً لسورية في الهند عام 1954
(5). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(6). مسرحية ذي قار
(7). محمّد قجّة: عمر أبو ريشة ... الغائب الحاضر
(8). باسل عمر حريري- الموسوعة التاريخية لأعلام حلب
(9). نعيم (غازي)، ذكرى الشاعر عمر أبو ريشة، مجلة أفكار، العدد 244 الصادر في الأول من شباط عام 2009م
(10). عكاش (مدحت)، عمر أبو ريشة، مجلة الثقافة، العدد 2 الصادر في 1 تشرين الثاني 1975م