الأحزاب السورية
عصبة العمل القومي
عصبة العمل القومي
تعد عصبة العمل القومي أول حزب يؤلفه الشباب والمثقفون من الجيل الثاني، أسس العصبة عبد الرزاق الدندشي في قرية قرنايل مع لفيف من الوطنين السوريين مثل زكي الأرسوزي وصبري العسلي وأحمد منيف العائدي وأحمد الشرباتي
الهدف المرحلي للعصبة كان العمل لتحقيق الاستقلال والوحدة السورية بحدود سورية الطبيعية، ومحاربة الانتداب الفرنسي والبريطاني.
كما رجعت عصبة العمل القومي الى منابع الجمعيات العربية الاولى، وجعلت من العمل للوحدة العربية هدفها الأول ومحور سياستها الداخلية والعربية والدولية، وكانت الخطوة المرحلية في مفاهيم العصبة هي الوحدة بين القطرين الشقيقين سوريا والعراق:
ليس بين العراق والشام حد هدم الله ما بنوا من حدود
هذا هو الشعار الحقيقي الذي عملت على أساسه عصبة العمل القومي.
نشأت عصبة العمل القومي في سوريا على النهج القومي الذي أنشىء عليه قبلا نادي المثنى بن حارثة في العراق، وكانت لهذا النادي سمعة طيبة وعلاقة وطيدة بالشباب السوري، بدعم وتشجيع من الملك فيصل. “ان نادي المثنى بن حارثة الشيباني المؤسس في بغداد هو صوت للقومية العربية ورمز لفتوتها، قام بتأسيسه فتيان عرب مؤمنون، رسموا له خططا واضحة في الرياضة البدنية والثقافة والاقتصاد والخدمة الاجتماعية… وقد اتصل النادي برجال العرب في العراق وغيره من الوطن العربي، واتصل كثير منهم به وعضدوا مشروعاته…” من نداء نشرته “القبس” بتوقيع أمين رويحه، بتاريخ 8 ايلول 1935.
كان العنصر البشري في العصبة من فئات ذات مراكز اجتماعية وسياسية لها وجاهة وغنى ونفوذ، أي أن العصبة كانت حزباً أرستقراطياً إلى حد بعيد ومقتصراً على الوجهاء والمتنفذين والمثقفين، وكانت قيادتها، إجمالاً، من رجال الدرجة الثانية في منظمة الكتلة الوطنية ومنزلتهم كانت بسبب مرحلتهم الزمنية وصغر سنهم.
إن المنظمات تقوم على دعائم ثلاث: الهدف، والأسلوب، والعنصر البشري الذي ينفذ الأسلوب لتحقيق الهدف. واعتبرت العصبة أن القضية العربية كلاًّ لا يتجزأ وعملت على تحقيق الوحدة العربية، ثم كان ميثاقها واضحاً من تحديد الوطن العربي واعتبار العرب هم كل الذين يتكلمون اللغة العربية ثم دمج المغرب العربي في عداد الأمة العربية، ولقد دعت العصبة إلى النضال وتفجير طاقات الأمة العربية كاملة ومحاربة الاستعمار في كل الميادين .
تميّز أعضاء العصبة، من ناحية الأسلوب، بعمل سياسي قومي منطلق من مبادئ محددة ودستور للعمل ونظام داخلي يسلك وفقه الأعضاء.
أما من ناحية الفكر فقد اعتبروا القومية قضية مسلماً بها والعروبة هوية لكل عربي، واتخذوا من جملة (تحيا العروبة) شعاراً لتحيتهم.
لم تعط عصبة العمل القومي لمفهوم القومية أي مضمون موضوعي وعرضته بتزمت، واعتبرت الديمقراطية هي الهدف الثاني، أما مفهوم العدالة الاجتماعية فكان غامضاً عندها رغم أنها لامست إلى حد كبير حاجات الشعب العامة وضمنت للمواطن، في إعلانها، الحد الأدنى من العيش الكريم وتسهيل سبل التعليم والصحة والحياة الكريمة.
انفرط عقد العصبة بعد مصرع رئيسها عبد الرزاق الدندشي الذي كان ملتهب الحماسة وعامراً بالحيوية والإخلاص، وبدأ الانشقاق بين أعضائها وانصرف البعض عنها، كما أن البعض من قادتها كصبري العسلي وغيره لجأ إلى أسلوب المساومات مع الكتلة الوطنية وعاد إلى صفوفها بعد أن نال ما يمكن أن يسمى (الترفيع)، إذ حصل عدد منهم على مقاعد نيابية أو وزارية أو عضوية في مجلس الكتلة أو ما هو شبيه بذلك، وتحول من بقي منهم إلى تجمع سياسي بين أشخاص، وتهيأت الظروف لظهور حركات وتجمعات أكثر جذرية وجدية منها.
أسس زكي الأرسوزي فرعاً للعصبة في لواء الاسكندرون.
كانت نهاية العصبة عندما انسحب منها أمين سرها صبري العسلي وانضم الى قائمة شكري القوتلي في انتخابات عام 1943.
—– ———————–
من أعضاء عصبة العمل الوطني:
برهان الأتاسي.
وصفي البني.
