وثائق سوريا
بيان الخارجية السورية حول الضغط الأميركي على باكستان 1965
عندما حاولت الولايات المتحدة الأميركية في صيف عام 1965م،الضغط على الحكومة الباكستانية وفرض الوصاية عليها، والتلويح بقطع المساعدات عنها، أعلنت الجمهورية العربية السورية وقوفها إلى جانب الشعب الباكستاني، وقد صرح ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية السورية بالبيان التالي:
(تتابع سورية العربية شعباً وحكومة بشعور من التعاطف والتضامن الكاملين أنباء شعب الباكستان الصديق في معارضته الوطنية العارمة للضغط الاقتصادي الصادر عن حكومة الولايات المتحدة الأميركية متصدياً لقوى الاستعمار الجديد التي تحاول التدخل في شؤون السياسة والانتقاص من استقلاله الوطني والاعتداء على سيادته.
وإننا لعلى يقين بأن الشعب العربي والشعوب الآسيوية والإفريقية وكل الشعوب الحرة تدين إدانة قوية سياسة القروض المشروطة التي ما فتئت بعض الدول الكبرى تحاول أن تسير عليها في علاقتها مع الدول النامية الحديثة التطور.
إن أساليب التلويح بقطع المساعدات الاقتصادية أو إيقاف دفع القروض أو النكول عن تنفيذ الالتزامات المالية والاتفاقيات المعقودة لأمد طويل خصوصاً إذا اتبعت بشكل مباغت أو قسري، هي وسائر الطرق الخفية والظاهرة لمحاولات الضغط وفرض الوصاية تعد خرقاً فاضحاً لمبدأ السيادة بين الدول، وتقضي على الحرية والثقة والعدل في التعامل الدولي.
إن هذه الأساليب جميعاً لم تعد تنطلي على الشعوب التي باشرت في هذا العصر نضالها اعنيد الواعي من أجل استكمال تحررها الاقتصادي والسياسي ولم تعد ترض عن استقلالها وحريتها الكاملين بديلاً.
ولقد أحرز شعب الباكستان الصديق بإدارة حكومته الوطنية المخلصة تقدماً كبيراً في السنوات الخمس الماضية أنجز فيها برنامجه الاقتصادي الناجح، وهو في مطلع الخطة الخمسية الحاضرة لا يحتاج لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار، وهو سيجد دوماً في طليعة من يقف إلى جانبه الشعوب الآسيوية والإفريقية المتضامنة معه في معركة الاستقلال والبناء والتحرر وبخاصة منها الشعب العربي الذي يرتبط بشعب الباكستان بأوثق الروابط التاريخية والذي يشعر نحوه بالإعجاب الصادق تجمعه به الأخوة النضالية في خدمة حركة التحرر الإنسانية الكبرى).
دمشق في 7 آب 1965م.