أحداث
الوساطة المصرية – الجزائرية لحل الأزمة في سورية في آذار 1969م
تصاعد الخلاف بين حافظ الأسد وزير الدفاع وصلاح جديد ومن خلفه القيادة القطرية، واستغل الأسد الهجمات الإسرائيلية على سورية لكي يقوم ببعض الإجراءات التي تكفل تشديد قبضته على المواقع الحكومية والحزبية، ما اعتبره البعض محاولة إنقلاب بيضاء.
في صباح يوم الخامس من آذار عام 1969 وصل بشكل مفاجئ إبراهيم ماخوس إلى القاهرة لطلب المساعدة من الرئيس جمال عبد الناصر في التوسط لحل الأزمة التي نشبت في سورية.
أرسل الرئيس جمال عبد الناصر السيد حسن صبري الخولي في اليوم التالي السادس من آذار عام 1969 إلى دمشق للتوسط ولمحاولة حل الخلاف.
وصل حسن صبري الخولي الممثل الشخصي للرئيس عبد الناصر إلى دمشق عبر بيروت، واستمرت الزيارة تسع ساعات، أجرى خلالها اتصالات مع أطراف الصراع، وصفت بأنها لإنهاء الخلافات فيما بينهم.
وأعلن صبري لدى وصوله إلى مطار بيروت قبل أن يتوجه إلى دمشق أنه متوجه إلى سورية في مهمة خاصة من قبل الرئيس جمال عبد الناصر.
اجتمع حسن صبري الخولي بالدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة وبالفريق حافظ الاسد وزير الدفاع، كما اجتمع في مأدبة غذاء أقامها الأتاسي ببعض أعضاء القيادة القومية والقطرية لحزب البعث، وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتزامن وصول الخولي إلى دمشق في وقت قام به عبد الكريم بن محمود وزير الشبيبة والرياضة الجزائري باتصالات مع أطراف الخلاف في العاصمة دمشق.
تقرير صحفي عن الوساطات:
صحيفة الأنوار نشرت تقريراً تناولت فيه الوساطة الجزائرية والمصرية أيضاً،
عنوان الخبر:
الوساطات الجزائرية والمصرية في دمشق تؤدي إلى تخفيف حدة الصراع السوري.
نص الخبر:
نسبت وكالة “اليونايتدر برس” إلى مصدر موثوق قادم من دمشق “السادس من آذار” أن مهمة مبعوثي الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس بومدين إلى العاصمة السورية قد أسهمت في تهدئة حدة الصراع القائم بين حافظ الأسد من جهة، ونور الدين الأتاسي من جهة أخرى.
وقالت الوكالة أن الجنود المسلحين الذين وضعهم حافظ الأسد لحراسة المنشآت المدنية الحساسة في دمشق حين قام بحركته البيضاء في 24 شباط الماضي قد سحبوا يوم “السابع من آذار 1969″، وأعيدوا إلى ثكناتهم.
وقالت أن الموقف إلى الآن مازال غامضاً، وبانتظار حسمه في المؤتمر القطري الاستثنائي الذي سيعقد في الأسبوع القادم.
وفي غضون ذلك قالت أنباء أخرى أن أنصار القيادة المدنية في حزب البعث قد وزعوا مناشير مناهضة لحركة حافظ الاسد في جميع أنحاء سوريا.
وفي لندن قالت صحيفة “الايكونوميست” الأسبوعية أمس أن السياسة السورية قد تتغير من حيث التشدد في المواقف لا من حيث الجوهر إذا أسفر الصراع الحالي في سوريا عن ظهور الفريق حافظ الأسد كرجل سوريا القوي.
ومضت تقول: يبدو التقارب في التعاون مع حكومات عربية أخرى مؤكداً كما يبدو أن اتحاد موقف دبلوماسي أكثر ليونة من الغرب أمر محتمل، وقد بدأت تظهر معظم هذه الاتجاهات وربما عاد السبب في ذلك إلى نفوذ الفريق الأسد.
وأضافت الصحيفة تقول “إن البرجوازية السورية تجد في الفريق الأسد حليفاً لها ضد الماركسية في دمشق – والواقع هو أن حدوث تغييرات أساسية في السياسة الداخلية أمر غير محتمل”.
تضاؤل الخلاف:
ووصل إلى بيروت من دمشق ليلة أمس السيد عبد الكريم بن محمود وزير الشبيبة والرياضة الجزائري بعد أن توسط لتسوية الخلافات الناشبة بين الزعمار السوريين في طريقه لبلاده.
وقال مصدر دبلوماسي عربي للوكالة “الإقليمية” أن الخلاف بين الأسد والأتاسي قد تضاءل إثر وساطتي الجزائر والقاهرة، ونفى أن تكون الإقامة الجبرية قد فرضت على أي من المسؤولين السوريين.
انظر:
مذكرة حسن صبري الخولي إلى جمال عبد الناصر حول اجتماعه بـ حافظ الأسد في آذار 1969م
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأنوار - بيروت، العدد 3001، الصادر يوم الجمعة 7 آذار 1969
(2). صحيفة الأنوار - بيروت، العدد 3002 الصادر يوم السبت الثامن من آذار عام 1969
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأنوار - بيروت، العدد 3001، الصادر يوم الجمعة 7 آذار 1969
(2). صحيفة الأنوار - بيروت، العدد 3002 الصادر يوم السبت الثامن من آذار عام 1969
