الطوائف والكنائس المسيحية
الكلدان – الأشوريون في سورية
الكلدان – الأشوريون في سورية
صك الخبراء الفرنسيون في فترة احتدام الخلافات الأنكلو – فرنسية مصطلح ” كلدو – أشوريين” لتوحيد مطالب تلك الكنائس أمام مؤتمر الصلح بباريس عام 1919م، والمطالبة بقيام دولة تضم الكلدان – الأشوريين في منطقتي غرب الموصل بين دجلة في العراق والجزيرة في سورية تحت الانتداب الفرنسي.
كانت البعثة الأشورية – الكلدانية إلى مؤتمر الصلح في باريس إحدى ثلاث بعثات إلى جانب كل من بعثة اليعاقبة التي مثلها البطريرك سيفيروس “مار أغناطيوس” أفرام برصوم، بطريرك السريان الأرثوذكس، وبعثة السريان الكاثوليك التي مثلها البطريرك يوسف رحماني.
أما البعثة الأشورية الكلدانية التي تنطق باسم الهوية الكلدانية – الأشورية فكانت بعثة البطريرك الكلداني يوسف إيمانويل توما في بابل.
تألفت هذه البعثة الأخيرة لتنطق باسم ما أطلق عليه “الشعب الأشوري – الكلداني” الذي يضم الكلدان الكاثوليك والكلدان النساطرة الذين يحملون اسم “الأشوريين”، والسريان الكاثوليك والسريان اليعاقبة “الأرثوذكس”، على أساس أن هؤلاء جميعاً يقرون الآن أنهم من الأصل ذاته، ويطالبون باسترجاع وحدتهم القومية والسياسية الأصلية تحت اسم أشوريين – كلدان.
بدايات هجرة الأشوريين إلى الجزيرة في سورية عام 1933
مع إبرام الحكومة العراقية المعاهدة مع السلطات البريطانية عام 1933 انفجرت الأزمة ما بين الأشوريين والحكومة العراقية بعد مطالبة الأشوريين بالاعتراف بـ “الكلدو – أشوريين” بصفتهم شعباً له حقوقه المشروعة، وعدم اعتباره طائفة دينية أو عرقية، وإسكانهم في مناطق في لواء الموصل، وإدارة الجزء المتعلق بهم في دهوك.
شرعت الحكومة العراقية بنقل الأشوريين إلى دهوك بسبب تمردهم هذا، وكان الحدث الأكبر في اضطرار نحو 500 شخص من الأشوريين تحت قيادة الملك باقو “ملك إسماعيل” في 17 تموز عم 1933 إلى عبور دجلة، واللجوء إلى منطقة الجزيرة هرباً من عمليات الجيش العراقي.
تم قبولهم في البداية من قبل سلطات الانتداب الرفنسي في سورية بصورة مؤقتة بوصفهم، بحسب البيان الرسمي للمفوضية الفرنسية جزءاً من الطائفة “الأشورية – الكلدانية” الموجودة في العراق، التي تفتش لها عصية الأمم عن مقر نهائي في العالم.
وشكل ذلك فاتحة هجرة جماعية جديدة إلى الجزيرة السورية هي هجرة الأشوريين.
أثارت الصحف قضية هجرة الأشوريين إلى الجزيرة السورية، ما دفع المندوبية الفرنسية إلى إصدار بيان فندت فيه أسباب قبول الأشوريين في الجزيرة، جاء فيه: (في شهر آب عام 1933 التجأ إلى الأراضي السورية، خمسمائة شخص من الأشوريين الكلدان من قبيلة “طيارى”، فعرضت مسألة التجائهم على جامعة الأمم، واتفق على أن هؤلاء اللاجئين يتطلبون معتبرين برغم وجودهم في سوريا من مجموع الطائفة الأشورية الكلدانية الموجودة في العراق، والتي تفتيش لها جمعية الأمم عن مقر نهائي في العالم).
وأضاف البيان: (وبناء على طلب صريح من جمعية الأمم، قبلت الدولة المنتدبة بصورة استثنائية دخول نساء اللاجئين وأولادهم، الموجودين في سوريا منذ عام، وقد خصصت حكومة العراق اعتمادات لتأمين معيشتهم).
وذكر البيان في الختام (والحكومة العليا لا يمكنها إلا أن تبدي أسفها لما ترى من سوء النية والتي تستعملها بعض العناصر في محاولتها استغلال هذا العمل الإنساني لإثارة الإضطرابات السياسية).
المراجع والهوامش:
(1). باروت (محمد جمال)، التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية- أسئلة واشكاليات التحول من البدونة إلى العمران الحضري، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت الطبعة الأولى عام 2013م، صـ 127
(2). باروت (محمد جمال)، التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية- أسئلة واشكاليات التحول من البدونة إلى العمران الحضري، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، بيروت الطبعة الأولى عام 2013م، صـ 275
(3). الكيالي (عبد الرحمن)، المراحل في الانتداب الفرنسي ونضالناا الوطني، عهد دي مارتيل من عام 1933 إلى عام 1934، الجزء الثاني، مطبعة الضاد، حلب عام 1959م، صـ 254- 255م
