You dont have javascript enabled! Please enable it!
شهادات ومذكرات

محمود جديد: أكاذيب وحقائق حول صلاح جديد – الحلقة الخامسة

محمود جديد – الحوار المتمدن -العدد: 4434  تاريخ 25 نيسان 2014

أكاذيب 10 : تهمة التقاعس الموجّهة لصلاح جديد والرفاق العسكريين في التصدّي لحافظ الأسد .

– حاول ويحاول البعض داخل الحزب وخارجه من قصيري النظر أو الجهلة بمجريات الأمور ، أو من منطلق طائفي التساؤل التالي :

لماذا كان بالإمكان تنفيذ 23 شباط ضد تحالف القيادة القومية وأمين الحافظ عام 1966، بينما لم تُنفّٓ-;—;–ذ الخطوة نفسها ضدّ حافظ الأسد في عام 1970 ؟ 

حقائق .1 :

إنّ دوافع وأسباب إثارة هذا التساؤل مفهومة ومبرّرة من قبل أناس غير حزبيين ، ولكنّ إثارته من رفاق كانوا محسوبين على حركة 23 شباط وعاشوا أحداثها ، أو مفصولين من البعث الديمقراطي منذ ثلاثين سنة تدعو للدهشة والاستغراب من جهة ، والابتسام للدوافع الخفيّة لذلك التساؤل من جهة ثانية … ولو قرؤوا جيّدا ماورد في نقد تجربة الحزب المقرّة من المؤتمر القومي الحادي عشرعام 1980 – الجزء الرابع ، والموجودة عند البعض منهم ، وقد ساهم العديد منهم في مناقشة مشروعها وإقراره ، لما احتاجوا إلى طرح مثل هذا التساؤل لو كانت نواياهم سليمة ، ولا إلى فلسفة بعضهم الممزوجة بنرجسية فاقعة … وعلى كلّ حال سنعرض مقتطفات ممّا ورد : ” 

إنّ قيادة الحزب كانت تعيش في حالة تردّد بين الإقدام والإحجام ، فكلّما حزمت أمرها وهمّت بالإقدام على حسم الأمور … عادت للتفكّك والاسترخاء والوقوع فريسة منطق العواطف والنوم على ( حرير النوايا ) الطيّبة ، وانسحاب وسلبيّة هذا الرفيق أو ذاك !!!….

وهكذا أصبحت في حالة تراجع متواصل حتّى جُرّدت من كلّ عناصر القوّة وأُحكِم عليها الطوق ، وأُخِذت من مقاتل ضعفها الذاتي …. 
– إن تلك القيادة التي كانت متماسكة ومنتجة كحصيلة عامة في الفترة بين 23 شباط وبداية الازدواجية، لم تستطع أن تواصل المحافظة على نفس الصورة السابقة التي لم تُعهد من قبل، في فترة الازدواجية،حيث بدأ يظهر عدم الانسجام وآثار تفاوت التجربة ، والوعي، والقدرات القيادية، والمسؤولية المباشرة بين الرفاق أعضاء القيادة، وينعكس بصورة سلبية قاصرة وعيا وممارسة وإنتاجا … رغم النوايا الطيبة والإخلاص العميق لدى معظم الرفاق، الدين أكدوا إيمانهم بالحزب بصمودهم المشرف والبطولي مند الردّة وحتى الآن في سجون المرتدين، وفي مواصلة النضال لبناء وتجذير الحزب في كل مكان ..؟

– وان الخطأ القاتل والأكبر الذي نتج عن تفاوت الوعي داخل صفوف القيادة تمثّل في سقوط اقتراح تغيير قيادة الجيش بصوت واحد عندما طُرح في قيادة الحزب (الاجتماع المشترك ) بعد هزيمة حزيران، وعدم إدراك القيادة لأهمية وحيوية ذلك التغيير الذي كان يجب أن يتم في الوقت المناسب ، ولا يكلّف الحزب سوى اتخاذ القرار فقط ، لقطع الطريق على المؤامرة الانقلابية من جهة، وإمساك الحزب مباشرة لشؤون القوات المسلحة
وإعادة بنائها وفقا لمقررات المؤتمر القومي التاسع الاستثنائي وبما ينسجم مع خطة القيادة الثورية لمواجهة العدوان ودحره.

فالقيادة الثورية الطليعية هي التي تدرك الأمور قبل وقوعها ، وتستشرف آفاق المستقبل ، وتعرف كيف تتخذ الإجراءات الوقائية لحماية الحزب والجماهير والثورة من المؤامرات والمخاطر قبل حدوثها ، وتتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، وتنفّذ بمنتهى الحزم الثوري والصرامة التي لا تعرف التردّد ..

ومن الجدير بالذكر ، أنّ التيّار اليساري كان متماسكاً في مرحلة قيام 23 شباط ، مقابل تفكّك وتناقض أطراف اليمين … بينما حدث العكس في مرحلة الازدواجية وفترة الردّة التشرينيّة ضدّ الحزب . ……

*ولابد من الإشارة أيضا إلى تردّد الحزب والسلطة في تعميق وتجذير التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ووضعها تحت رقابة الجماهير ، وفي تطهير أجهزة الدولة، وبناء الجهاز الطبقي الجديد الذي يبقي الدولة في خدمة الجماهير والخط الوطني الديمقراطي الاشتراكي…. 
( انتهت المقتطفات المقتبسة من الجزء الرابع من نقد تجربة الحزب الصادر عام 1980 .. ) 

– نعم ، كانت القيادة الحزبية ( القيادتان : القطريّة والقوميّة معاً ) مترددة ، ولم تحسم أمرها في اتخاذ قرار حازم لمواجهة حافظ الأسد ، أو تكليف لجنة قيادية لتنفيذ هذه المهمّة ، أو شخصاً بعينه ، وهذا ماكان يطالب به المرحوم صلاح جديد .. لأنّه كان يرى أنّ قيام أي شخص بمواجهة عسكرية مع حافظ الأسد بدون قرار حزبي سيصبح ديكتاتوراً في حال النجاح ، كما سيجد الرفاق الآخرون أنفسهم غير جديرين بقيادة الحزب والسلطة معه … وفي حال الفشل سيوصمونه بالمغامرة وتدمير الحزب والقوات المسلّحة… وأضيف فإنّ أيّ فشل كان سيعزّز فرديّة وتمرّد حافظ الأسد ، وستتحوّل هذه القيادة إلى مجرّد واجهة شكليّة لا حول لها ولا قوّة .. علماً أنّ صلاح جديد لم يكُ تحت سلطته المباشرة قوات عسكرية تأتمر بأمرته وتلكّأ في استخدامها ضدّ حافظ الأسد ، بل كان سلاحه التزام الرفاق العسكريين بالقرارات الحزبية ، وثقتهم بحكمته وسلوكه ، وغنى تجربته وحسن قيادته ، وصوابيّة آرائه المعهودة .. 
وعلى كلّ حال ، كان صلاح جديد من أكثر الرفاق المدنيين والعسكريين حماساً للمواجهة مع حافظ الأسد ، وفي كلّ المحطات بدءاً من هزيمة حزيران ، وهذا ما أشرت إليه في الحلقات السابقة عندما طرح بنفسه وأمام القيادتين القطرية والقومية في اجتماع مشترك ضرورة تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان وسقط الاقتراح بفارق صوت واحد ، أو عند اتخاذ قرار تبديل مراكز القوى وضرورة الحزم في تطبيقه ، وخطأ التراجع عنه ..، وكان رافضاً أيّة مساومة مع حافظ الإسد داخل سجن المزّة طيلة 23 سنة اعتقال بدون محاكمة … 

ونتيجة لتردّد قيادة الحزب وعجزها عن اتخاذ القرار الصحيح الحازم في الوقت المناسب ، لجأت إلى فكرة عقد المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي عام 1970 لبحث أزمة الحزب والاستقواء به ، غير أنّ الزمن كان قد تأخّر كثيراً لأنّ وزير الدفاع كان قد استخدم صلاحيته الشرعية وغير الشرعية لإجراء تنقلات بين ضباط الجيش بما يعزّز قوته ويُضعف قيادة الحزب ، ويفقدها إمكانيّة الاعتماد على قطعات عسكرية متماسكة قريبة من دمشق قادرة على فرض قراراتها بالقوة ، وخاصة أنّ حافظ الأسد كان يعرفهم ضابطاً ضابطاً من خلال العمل في حزب واحد ، والمشاركة في تنفيذ 8 آذار 1963 ، و23 شباط عام 1966 ، وقد أبعد أبرزهم واحداً واحداً .. بينما عشيّة المواجهة مع أمين الحافظ كانت القيادة القطرية موحّدة الموقف ، ووقّع جميع أعضائها على قرار استخدام العنف الثوري الاضطراري ، بينما لم تتمكّن من اتّخاذ مثل هذا القرار في فترة الازدواجية … كما كان يتوفّر للحزب بالقرب من دمشق كتيبة مغاوير في حرستا ، ومدرسة المدرعات في القابون واللتان شكّلتا رأس الحربة للمواجهة مع أمين الحافظ ، وإزاحته واعتقاله …أمّا فيما بعد ، فكانت الفرقة الخامسة مشاة ، المتمركزة في درعا والسويداء ، واللواء 99 المدرّع المتمركز في إزرع هما التشكيلان العسكريّان الرئيسيان المعلّقة الآمال عليهما … وكانت قيادة الفرع العسكري فيهما على تواصل مع قيادة الحزب ، واستمرّت حتى تنفيذ حافظ الأسد انقلابه على القيادة الشرعية للدولة والحزب .. 

وعودةً لموضوع المؤتمر ، فقد أخبرني الرفيق إبراهيم ماخوس بأنّ الرفيق صلاح جديد لم يكن متحمّساً لعقد المؤتمر قبل أن تنضج الظروف الملائمة لعقده ، لأنّ عقده سيضع الأزمة في نهايتها الفاصلة والحاسمة في وقت غير مناسب للحزب … ولكنّ إلحاح الرفاق الآخرين وحرد هذا الرفيق أو ذاك ، وشكوك البعض ، جعل هذا الطريق ممرّاً إجباريّاً لا بدّ من عبوره ، وإلّا سيفهمون سبب عدم دعوة المؤتمر خطأً ، وسيفرط عقد القيادة .. 

– انعقد المؤتمر في جوّ متوتر للغاية وقد قدّم المرحوم صلاح مداخلة قيّمة للغاية تضمّنت رؤية شاملة للأوضاع .. وكذلك فعل العديد من الرفاق ، واستغرق المؤتمر وقتاً أطول من المألوف بهدف إعطاء الوقت الكافي للتوصّل إلى قرارات صائبة ودقيقة وشاملة من جهة ، ولمزيد من التشاور والتفاعل بين قيادة الحزب والرفاق العسكريين الملتزمين بالشرعية الحزبية والسياسية … وقبيل انتهائه وصلتني رسالة من الرفاق العسكريين في الفرقة الخامسة لإيصالها للرفيق صلاح جديد ، وقد حدّددوا موقفهم فيها بوضوح من خلال استعدادهم لحماية مقرّرات المؤتمر بعد صدورها … وسبب اختيارهم لي للقيام بهذه المهمة لأنّني كنت متواجداً في منزلي بإجازة مرضية نتيجة عارض صحّي مفاجئ أجبرني على الدخول إلى المستشفى وكان أحدهم يعرف وضعي الخاص بينما كان باقي الرفاق مستنفرين في قطعاتهم .. فتوجّهت إلى مبنى قيادة الحزب وسلّمتها للرفيق صلاح ، وعندما قرأها هزّ رأسه قائلاً : ” لقد أخطأ الرفاق ، سامحهم الله ، إن حماية مقرّرات المؤتمر تكون قبل صدورها وليس بعده ، لأنّ حافظ الأسد لن ينتظرنا . ” ولآوّل مرّة رأيته متشائماً ، وكانت آخر مرّة قابلته فيها قبل اعتقاله مدة 23 سنة وهو في الرابعة والأربعين من عمره ، وفي أوج نضجه وعطائه ، وهناك في سجن المزّة العسكري تمّ اغتياله بالسمّ في آب 1993 بعد انعقاد مؤتمر مدريد وقبيل توقيع اتفاق أوسلو ..
هذا مع العلم أنّني زوّدت الرفاق بموضوع الرسالة ، وورد ما يشير إلى مضمونها باختصارفي نقد التجربة .

وحسب تقديري ، فإنّ وصول رسالة الرفاق العسكريين من فرع الفرقة الخامسة أملى على القيادة القومية الاجتماع على عجل لمعالجة الأمر ، ” و طرحت فكرة تعليق جلسات المؤتمر مع تركه مفتوحا , لقطع الطريق على تنفيذ الانقلاب , ريثما تلتقط القيادة أنفاسها وترتّب أوضاع الحزب لمواجهة الموقف … كما اُقترِح نقل المؤتمر الى مكان آخر أكثر أمنا لضمان عدم اعتقال الرفاق وهم يشكلون معظم قيادات الحزب الاساسية في الوطن العربي والخارج , و لكن القرار الأخير كان بمتابعة الجلسات, وحسم الموضوع في الجلسة المسائية الأخيرة , التي عُقدت بعد اجتماع القيادة المذكور مباشرة . وقد تمّ ذلك بالفعل وبسرعة واُختتم المؤتمر العاشر الاستثنائي …و سافر معظم الاعضاء الذين جاؤوا من خارج القطر في تلك الليلة … كما سافر عدد مناسب من اعضاء القومية الى لبنان ليتولّٰ-;—;–وا قيادة الحزب في حال قيام الانقلاب النهائي و اعتقال بقية الاعضاء المتواجدين في القطر , كما أُجريت بعض الترتيبات العاجلة لمنظمات الحزب في القطر السوري , تلك الترتيبات التي تبين فيما بعد انها كانت شكلية و عاجزة عن استيعاب و مواجهة ظروف 
النضال الجديدة ، وفيما يلي أهمّ القرارات المتّخذة من المؤتمر حول الإجراءات التفيذية لمعالجة الأزمة : 
1- إنهاء الازدواجية القائمة في قيادة الثورة , و إعادة السلطة الى الحزب متمثلا بقياداته الشرعية المسؤولة . و ذلك في جميع مجالات الحزب و السلطة و مؤسساتها : العسكرية والمدنية المختلفة , كشرط اساسي لتنفيذ استراتيجية الحزب الثورية ومواجهة المهام التاريخية الملحة الملقاة على عاتق الحزب و الثورة …

2 – إدانة الاجراءات الانقلابية التي تمّت و فرض الآراء بالقوة , باعتباره أسلوبا مرفوضا من الحزب , و مخالفا لأسسه الديمقراطية وقيمه النضالية .

3- إدانة كلّ التجاوزات التي حصلت على قيادات الحزب و قيمه و أنظمته واستراتيجيته .

4 – إدانة كل المواقف و التحركات و الإجراءات المخالفة لاستراتيجية الحزب و مقررات مؤتمراته القومية ……..
5-اعتبار كل القرارات المخالفة لاستراتيجية الحزب و مقررات مؤتمراته القومية , و التي اتخذت خلال العامين الماضيين, ملغاة حكماً .
6 – تسجيل فشل الاسلوب التوفيقي الذي اتبع في المرحلة الماضية لحل أزمة الحزب .

7- إعادة النظر في كل الأوضاع الاستثنائية التي تمّت في القوات المسلحة , و ذلك بغية تعزيز دور الحزب و تنفيذ مقرراته و ضمان إشرافه الكامل على القوات المسلحة , لتكون طليعة ثورية مدافعة عن مصالح الجماهير العربية الكادحة , الممثلة الحقيقية لأمتنا العربية ………
8- إعادة النظر من قبل “الاجتماع المشترك” في كل المؤسسات المنبثقة عن الحزب , و في صلاحية هذه المؤسسات .

9- عدم الجمع بين المسؤوليات في الدولة .

10- إدراكا من المؤتمر أنّ مراكز القوى في الحزب و السلطة في ظروفنا الراهنة , قد تشكل , في حال استفحالها , خطرا حقيقيا على الحزب و الثورة و على الرفاق المسؤولين أنفسهم , كما حصل بالنسبة لمركز القوة البارز في وزارة الدفاع, و الذي تأكد و ضخم , خاصة منذ الأزمة و حتى الآن بحيث أصبح يشكل ظاهرة خطيرة , أحدثت خللا عميقا في حياة الحزب و الثورة .
و إيمانا من المؤتمر بأنً تبديل المراكز ليس استهدافا شخصيا لأي رفيق على الإطلاق , و أنّ الرفيق المناضل يظلّ خلية حية في جسم الحزب , قادرا على التفاعل و العطاء لا من خلال المسؤولية التي يفرضها هو بالذات على الحزب ,بالأساليب و الوسائل غير الحزبية , بل من خلال المسؤولية التي يختارها له الحزب بالوسائل و الأساليب الحزبية الصحيحة .

و ثقة من المؤتمر بأن الرفاق المناضلين لا يمكن أن يفرّطوا بحزبهم و ثورتهم و قضية الأجيال و الوطن العربي المقدسة من أجل التمسك بأيّة مراكز يضعهم فيها الحزب مهما كانت أهمية هذه المراكز , و خاصة بالنسبة للرفاق القياديين الذين يجب أن يمارسوا أدوارهم في قيادة الحزب , و أن يشكلو القدوة المثلى في الوحدة و التفاعل والعقل الجماعي الديمقراطي الملتزم ..
و من أجل اعادة الثقة و الطمأنينة و الحالة الطبيعية إلى الحزب و الثورة و البدء فورا بالنهوض بمهام المرحلة المقبلة الخطيرة بروح نضالية جديدة و تماسك ثوري مطلق …

فإن المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي يقرّر:

أ- تشكيل حكومة جديدة في القطر السوري تحشد فيها الكفاءات الحزبية الجيدة , و العناصر التقدمية المخلصة القديرة لمواجهة أعباء المرحلة الحاسمة المقبلة .

ب- إبدال العمل الحالي “للرفيقين ” وزير الدفاع و رئيس الأركان العامة , بعمل آخر في الحزب و الثورة حسب المسؤولية التي تحددها قيادة الحزب المختصة .

و نظرا للظروف السائدة حاليا في الحزب و الجيش , فإن المؤتمر يطلب من “الرفيق ” وزير الدفاع التعاون مع قيادة الحزب في تنفيذ هذا القرار بما يضمن وحدة الحزب و الجيش ، ويعزز مسيرة الثورة في المرحلة القادمة.

11- تشكيل لجنة محاسبة من ” الاجتماع المشترك ” لمحاسبة الذين أثروا بشكل غير مشروع , أو استغلوا مسؤولياتهم بالاساءة للجماهير و أهدافها و سمعة الحزب و الثورة . ” انتهت

لقد جاءت هذه المقرّرات متأخرة عاماً ونصف ، ولو تمكّنت قيادة الحزب اتخاذها في المرحلة الأولى من الازدواجية لقطعت الطريق على الارتداد ، وساهمت في بناء نظام سياسي مؤهّل للإشعاع والاستقطاب على صعيد الوطن العربي برمّته ، لأنّ الحزب كان يمتلك من القدرات العسكرية الكافية التي تضمن تنفيذ قراراتها بالقوة عند الضرورة في ذلك الوقت … ولكن مع الأسف شكّلت تلك المقرّرات بالمحصّلة وقفة عزّ فقط في وجه المرتدّين والمنحرفين .. 

ومن المفيد الإشارة إلى أنّ مجموعة عريضة من القوى اليمينية والرجعية داخل الحزب وخارجه تلاقت وعززت موقف قيادة الجيش وقدراتها الذاتية، بالرغم من أن كلا منها كان له حساباته التكتيكية الخاصة، ولكنها كانت تجمع على ضرب تجربة الحزب الثورية ، والبدء بإزاحة / صلاح جديد/ باعتباره رقما صعبا في المعادلة الأساسية في سورية … بالإضافة إلى حرص التحالف الامبريالي – الصهيوني – الرجعي على إزالة العقبة الكأداء في وجه مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وترتيب الأوضاع في المنطقة، ووضعها على سكة التصالح مع العدو الصهيوني الذي نعيش فصوله المأساوية الخطيرة في هذه الأيام السوداء…

– وأخيراً وددت الاعتماد على الوثائق الحزبية والمعمّمة على الجهاز الحزبي في هذه الحلقة وغيرها حتى تكون ردّاً على تخرّصات البعض ، وعلى غمز ولمز وشكوك أولئك الذين أدمنوا هذا النهج ، وتاجروا به على موائد هذه التشكيلة السياسية أو تلك لجني مكاسب خاصة وفقاً لحركة أسهم البورصة السياسية ، وخاصة ( الإسلامية منها ) وبعد أن خلعوا جلباب الماركسية ، واعتمدوا النفخ في الذات بمناسبة وبدونها حتى في رثائهم لمن يعرفونه أو يجهلونه …. فهل من عاقل فيه الحدّ الأدنى من الموضوعية والضمير يستمر في التشكيك بموقف صلاح جديد من حافظ الأسد بعد أن أمضى ظلماً 23 سنة في سجونه بغير محاكمة ، ودون أن تلين له قناة ، وفي الوقت نفسه ، لم يبغِ جاهاً شخصيّاً أو مالاً ، ولم يسعٓ-;—;– إلى مباهج الحياة ومتعها في كلّ المراحل والظروف ، وشكّل الهدف الأوّل والرئيسي لحافظ الأسد والذي حاول المساومة عليه مع الرفاق الآخرين للانفراد به وحده وبقاء الأمور على حالها ، ولكنّهم رفضوا بإباء وشمم ، ومٓ-;—;–نْ عايش الأحداث في عام 1970 يتذكّر جواب المرحوم الرفيق الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة والأمين العام للحزب عندما أرسل إليه حافظ الأسد مجموعة من الضباط برئاسة العميد عبدالغني إبراهيم ليعرض عليه بقاءه في منصبه مقابل التخلّص من صلاح جديد فقط ، وكيف رفض وما هي التعابير التي وجهّها لهم 
وكانت آخر كلمات صلاح جديد لابنته وفاء قبل 12 يوماً من استشهاده ، وكتبها بخطّ يده … على غلاف كتاب أهداه لها ، وفيما يلي المقطع الأخير من الرسالة. 

” لا أدري ياحبيبتي قد نلتقي يوماً ما بدون رقابة وبدون سجن فنتحدّث … ونتحدّث طويلاً … ولكنّ هذا حلم …قد لا يتحقّق أبداً … إذن فليس لي الآن إلّا الصمت ، والأحلام والصمود … على طريق الرسالة التي نذرت نفسي لها … وسأموت من أجلها … فهل سنلتقي يا وفاء … على هذا الطريق … ؟ ” 

في : 7 / 8 / 1993 أبوك صلاح 
( في : 25 / 4 / 2014 ( يتبع في حلقة تالية ) 



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى